كتاب الاستذكار الجامع لمذاهب فقهاء الأمصار - ت: قلعجي (اسم الجزء: 4)

تَأْتُوهَا وَأَنْتُمْ تَسْعَوْنَ الْحَدِيثَ، وَهُوَ مِمَّا يُبَيِّنُ لَكَ أَنَّ التَّثْوِيبَ هُنَا الْإِقَامَةُ.
3985 - وَقَدْ ذَكَرْنَا طُرُقَ هَذَا الْحَدِيثِ فِي التَّمْهِيدِ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ شِهَابٍ وَغَيْرِهِ.
3986 - وَأَمَّا قَوْلُهُ: " وَأَنْتُمْ تَسْعَوْنَ " - فَالسَّعْيُ هَاهُنَا الْمَشْيُ عَلَى الْأَقْدَامِ بِسُرْعَةٍ، وَالِاشْتِدَادُ فِيهِ. وَهُوَ مَشْهُورٌ فِي اللُّغَةِ. وَمِنْهُ السَّعْيُ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ.
3987 - وَقَدْ يَكُونُ السَّعْيُ أَيْضًا فِي كَلَامِ الْعَرَبِ الْعَمَلَ ; بِدَلِيلِ قَوْلِهِ، تَعَالَى:وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا [ سُورَةُ الْإِسْرَاءِ: 19 ]، وَإِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى [ سُورَةُ اللَّيْلِ: 4 ]، وَنَحْوُ هَذَا كَثِيرٌ.
3988 - وَاخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ فِي السَّعْيِ إِلَى الصَّلَاةِ لِمَنْ يَسْمَعُ الْإِقَامَةَ ;
126 - فَرَوَى مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ سَمِعَ الْإِقَامَةَ وَهُوَ بِالْبَقِيعِ ; فَأَسْرَعَ الْمَشْيَ إِلَى الْمَسْجِدِ.
3989 - وَرُوِيَ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَنَّهُ كَانَ يُهَرْوِلُ إِلَى الصَّلَاةِ.

الصفحة 36