كتاب الاستذكار الجامع لمذاهب فقهاء الأمصار - ت: قلعجي (اسم الجزء: 4)

5601 - وَكُلُّ مَنْ أَصَابَتْهُ مُصِيبَةٌ فِي دِينِهِ فَقَدْ فُتِنَ عَلَى قَدْرِ تِلْكَ الْمُصِيبَةِ، وَلِلْفِتْنَةِ فِي اللُّغَةِ وَالشَّرِيعَةِ وُجُوُهٌ قَدْ ذَكَرْتُهَا فِي التَّمْهِيدِ.
5602 - وَفِيهِ دَلِيلٌ أَنَّ مَا جَعَلَ اللَّهُ مُطْلَقًا، وَلَمْ يُعَيِّنِ السَّبِيلَ مِنْ سُبُلِ اللَّهِ مَا هِيَ - أَنَّ الْإِمَامَ وَالْحَاكِمَ يَضَعُهَا حَيْثُ رَآهُ مِنْ سُبُلِ الْبَرِّ وَوُجُوهِ الْخَيْرِ، وَيُنَفِّذُ بِلَفْظِ الصَّدَقَةِ لِلَّهِ.
5603 - وَلِذَلِكَ قَالَ أَهْلُ الْعِلْمِ: إِنَّ الصَّدَقَةَ لَا رُجُوعَ فِيهَا ; لِأَنَّهَا لِلَّهِ.
5604 - وَلَيْسَ لَفْظُ الْهِبَةِ وَلَا الْعَطِيَّةِ وَلَا الْمِنْحَةِ كَذَلِكَ.
5605 - وَقَالُوا فِي الدُّبْسِيِّ: إِنَّهُ طَائِرٌ يُشْبِهُ الْيَمَامَةَ، وَقَدْ قِيلَ: إِنَّهُ الْيَمَامَةُ نَفْسُهَا.
5606 - وَقَوْلُهُ: طَفِقَ يَتَرَدَّدُ كَقَوْلِهِ: جَعَلَ يَتَرَدَّدُ، وَفِيهِ لُغَتَانِ: طَفِقَ يَطْفَقُ، وَطَفِقَ يَطْفِقُ.
194 - وَأَمَّا حَدِيثُهُ الْآخَرُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ كَانَ يُصَلِّي فِي حَائِطٍ لَهُ بِالْقُفِّ - وَادٍ مِنْ أَوْدِيَةِ الْمَدِينَةِ - الْحَدِيثَ.
5607 - فَإِنَّ الْكَلَامَ فِيهِ وَالْكَلَامَ فِي الَّذِي قَبْلَهُ سَوَاءٌ، إِلَّا أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ فَهِمَ عَنِ الْأَنْصَارِيِّ مُرَادَهُ، فَبَاعَ الْمَالَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ، وَتَصَدَّقَ بِهَا عَنْهُ، وَلَمْ يَجْعَلِ الْحَائِطَ وَقْفًا.

الصفحة 395