كتاب الاستذكار الجامع لمذاهب فقهاء الأمصار - ت: قلعجي (اسم الجزء: 5)

5675 - وَقَالَ الشَّافِعِيُّ: الْإِبِلُ أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ يُضَحَّى بِهَا مِنَ الْبَقَرِ، وَالْبَقَرُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الْغَنَمِ، وَالضَّأْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الْمَعْزِ.
5676 - وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ وَأَصْحَابُهُ: الْجَزُورُ فِي الْأُضْحِيَةِ أَفْضَلُ مَا ضُحِّيَ بِهِ، ثُمَّ يَتْلُوهُ الْبَقَرُ، ثُمَّ يَتْلُوهُ الشَّاءُ.
5677 - وَمِنْ حُجَّةِ مَنْ ذَهَبَ إِلَى هَذَا حَدِيثُ هَذَا الْبَابِ وَمَا كَانَ مِثْلَهُ فِي تَقْدِيمِ الْبُدْنِ فِي الْفَضْلِ مِمَّا يُتَقَرَّبُ بِهِ إِلَى اللَّهِ قَوْلُهُ: " فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَدَنَةً، ثُمَّ بَقَرَةً، ثُمَّ كَبْشًا حَتَّى الدَّجَاجَةَ وَالْبَيْضَةَ " وَإِجْمَاعُهُمْ عَلَى أَنَّ أَفْضَلَ الْهَدَايَا الْإِبِلُ، فَكَانَ هَذَا الْإِجْمَاعُ يَقْضِي عَلَى مَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الضَّحَايَا لِأَنَّهَا نُسُكَانِ: شَرِيعَةٌ، وَقُرْبَانٌ.
5678 - وَقَدْ قَالُوا أَيْضًا: مَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ: شَاةٌ، فَدَلَّ عَلَى نُقْصَانِ ذَلِكَ عَنْ مَرْتَبَةِ مَا هُوَ أَعْلَى مِنْهُ.
5679 - وَقَدْسُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ أَفْضَلِ الرِّقَابِ، فَقَالَ: " أَغْلَاهَا ثَمَنًا، وَأَنْفَسُهَا عِنْدَ أَهْلِهَا ".
5680 - وَمَعْلُومٌ أَنَّ الْإِبِلَ أَنْفَسُ وَأَغْلَى عِنْدَ النَّاسِ مِنَ الْغَنَمِ.
5681 - قَالَ: وَأَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى: "وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ " ( سُورَةُ الصَّافَّاتِ: 107 ) فَجَائِزٌ أَنْ يُطْلَقَ عَلَيْهِ عَظِيمٌ لِمَا ذُكِرَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُ رَعَى فِي الْجَنَّةِ أَرْبَعِينَ خَرِيفًا، وَأَنَّهُ الَّذِي قَرَّبَهُ ابْنُ آدَمَ فَتُقُبِّلُ مِنْهُ، وَرُفِعَ إِلَى الْجَنَّةِ ; فَلِهَذَا قَالَ فِيهِ: " عَظِيمٍ " وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

الصفحة 16