كتاب الاستذكار الجامع لمذاهب فقهاء الأمصار - ت: قلعجي (اسم الجزء: 5)
5938 - وَفِي هَذَا الْحَدِيثِ دَلِيلٌ عَلَى مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ الْعُلَمَاءُ مِنَ الِاحْتِجَاجِ بِمَا لَيْسَ فِي مُصْحَفِ عُثْمَانَ عَلَى جِهَةِ التَّفْسِيرِ، فَكُلُّهُمْ يَفْعَلُ ذَلِكَ وَيُفَسِّرُ بِهِ مُجْمَلًا مِنَ الْقُرْآنِ، وَمَعْنًى مُسْتَغْلَقًا فِي مُصْحَفِ عُثْمَانَ، وَإِنْ لَمْ يُقْطَعْ عَلَيْهِ بِأَنَّهُ كِتَابُ اللَّهِ، كَمَا يُفْعَلُ بِالسُّنَنِ الْوَارِدَةِ بِنَقْلِ الْآحَادِ الْعُدُولِ، وَإِنْ لَمْ يُقْطَعْ عَلَى مَنْعِهَا.
5939 - وَقَدْ كَانَ ابْنُ مَسْعُودٍ يَقْرَؤُهَا كَمَا كَانَ يَقْرَؤُهَا عُمَرُ: " فَامْضُوا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ".
5940 - وَكَانَ ابْنُ مَسْعُودٍ يَقُولُ: لَوْ قَرَأْتُهَا: " فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ " لَسَعَيْتُ حَتَّى يَسْقُطَ رِدَائِي.
5941 - وَالسَّعْيُ أَيْضًا فِي اللُّغَةِ: الْإِسْرَاعُ وَالْجَرْيُ.
5942 - وَذَلِكَ مَعْرُوفٌ فِي لِسَانِ الْعَرَبِ، كَمَا أَنَّهُ مَعْرُوفٌ فِيهِ أَنَّهُ الْعَمَلُ.
5943 - أَلَا تَرَى إِلَى قَوْلِهِ - عَلَيْهِ السَّلَامُ -: "إِذَا ثُوِّبَ بِالصَّلَاةِ فَلَا تَأْتُوهَا وَأَنْتُمْ تَسْعَوْنَ " أَيْ تَجْرُونَ وَتُسْرِعُونَ وَتَشْتَدُّونَ.
5944 - وَمِنَ السَّعْيِ الَّذِي هُوَ الْعَمَلُ - قَوْلُهُ تَعَالَى: "وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا " ( سُورَةُ الْإِسْرَاءِ الْآيَةُ 19 ).
5945 - وَقَالَ: "إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا " ( سُورَةُ الْمَائِدَةِ الْآيَةُ 33 ).
5946 - وَقَالَ: "الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا " ( سُورَةُ الْكَهْفِ الْآيَةُ 104 ).
5947 - وَهُوَ كَثِيرٌ فِي الْقُرْآنِ.
الصفحة 73