كتاب الاستذكار الجامع لمذاهب فقهاء الأمصار - ت: قلعجي (اسم الجزء: 5)

الْغِفَارِيَّ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ عَلَى مَا ذَكَرْنَاهُ فِي " التَّمْهِيدِ " مِنْ طُرُقٍ.
6059 - وَفِي قَوْلِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ: " كَذَبَ كَعْبٌ "، ثُمَّ قَالَ: صَدَقَ كَعْبٌ دَلِيلٌ عَلَى مَا كَانَ الْقَوْمُ عَلَيْهِ مِنْ إِنْكَارِ مَا يَجِبُ إِنْكَارُهُ، وَالْإِذْعَانِ إِلَى الْحَقِّ، وَالرُّجُوعِ إِلَيْهِ وَالِاعْتِرَافِ بِهِ.
6060 - وَمَعْنَى قَوْلِهِ: كَذَبَ كَعْبٌ أَيْ غَلِطَ كَعْبٌ، وَكَذَلِكَ هُوَ مَعْرُوفٌ لِلْعَرَبِ فِي أَشْعَارِهَا وَمُخَاطِبَاتِهَا.
6061 - فَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ أَبِي طَالِبٍ: كَذَبْتُمْ وَبَيْتِ اللَّهِ يُبْزَى مُحَمَّدٌ وَلَمَّا نُطَاعِنْ دُونَهُ وَنُنَاضِلِ
6062 - أَلَا تَرَى أَنَّ هَذَا لَيْسَ مِنْ بَابِ الْكَذِبِ الَّذِي هُوَ ضِدُّ الصِّدْقِ ؟ إِنَّمَا هُوَ مِنْ بَابِ غَلَطِ الْإِنْسَانِ. فِيمَا يَظُنُّهُ فَكَأَنَّهُ قَالَ: كَذَبَكُمْ ظَنُّكُمْ.
6063 - وَمِثْلُ هَذَا قَوْلُ زُفَرَ بْنِ الْحَارِثِ الْعَبْسِيِّ: كَذَبْتُمْ وَبَيْتِ اللَّهِ لَا تَقْتُلُونَهُ وَلَمَّا يَكُنْ يَوْمٌ أَغَرُّ مُحَجَّلُ 6064 - وَقَالَ بَعْضُ شُعَرَاءِ هَمْدَانَ:
كَذَبْتُمْ وَبَيْتِ اللَّهِ لَا تَأْخُذُونَهَا مُرَاغَمَةً مَا دَامَ لِلسَّيْفِ قَائِمُ
6065 - وَمِنْ هَذَا مَا رَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ، قَالَ: سَأَلْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ عَنِ الرَّجُلِ يَأْذَنُ لِعَبْدِهِ فِي التَّزْوِيجِ: بِيَدِ مَنِ الطَّلَاقُ ؟ قَالَ: بِيَدِ الْعَبْدِ. قَالَ: إِنَّ جَابِرَ بْنَ زَيْدٍ يَقُولُ: بِيَدِ السَّيِّدِ. قَالَ: كَذَبَ جَابِرٌ.
6066 - وَمِنْ هَذَا قَوْلُ عُبَادَةَ: كَذَبَ أَبُو مُحَمَّدٍ.

الصفحة 99