كتاب الاستذكار الجامع لمذاهب فقهاء الأمصار - ت: قلعجي (اسم الجزء: 11)

الْحَلَالُ وَإِنْ كَانَ صِيدَ لَهُ قَبْلَ أَنْ يُحْرِمَ الْمُحْرِمُ، وَأَنَّ عُثْمَانَ كَانَ يُخَالِطُهُ فِي الْغَضَبِ. وَيُحَاسِبُهُ وَكَانَ يُخَالِفُهُ ; لِأَنَّهُ لَا يَرَى بَأْسًا بِمَا صَادَهُ الْحَلَالُ قَبْلَ إِحْرَامِ الْمُحْرِمِ وَأَنْ يَأْكُلَهُ الْمُحْرِمُ فِي إِحْرَامِهِ.
16484 - وَقَدْ رُوِيَ عَنْ عَلِيٍّ ( رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ) خِلَافُ هَذِهِ الرِّوَايَةِ عَنْهُ، وَمُوَافَقَتُهُ لِرَأْيِ عُثْمَانَ.
16485 - ذَكَرَهُ إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ صُبَيْحِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعَبْسِيِّ، قَالَ: اسْتَعْمَلَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ أَبَا سُفْيَانَ بْنَ الْحَارِثِ عَلَى الْعَرُوضِ، فَمَرَّ بِهِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ وَمَعَهُ بَازٌ وَصَقْرٌ، فَاسْتَعَارَهُ مِنْهُ، وَصَادَ بِهِ مِنَ الْيَعَاقِيبِ، فَلَمَّا سَمِعَ بِعُثْمَانَ قَدْ مَرَّ حَاجًّا أَمَرَ بِهِنَّ ; فَذُبِحْنَ، فَطُبِخْنَ، ثُمَّ جُعِلْنَ فِي جَفْنَةٍ، فَجَاءَ بِهِنَّ آلَ عُثْمَانَ فَقَالَ عُثْمَانُ: كُفُّوا، فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ: انْظُرُوا عَلِيًّا يَأْتِيكُمُ الْآنَ. فَلَمَّا جَاءَ عَلِيٌّ وَرَآهَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ أَبَى أَنْ يَأْكُلَ ; فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ: مَا شَأْنُكَ ؟ فَقَالَ: لَمْ أَكُنْ لِآكُلَ مِنْ هَذَا. قَالَ عُثْمَانُ: لِمَ ؟ قَالَ: هُوَ صَيْدٌ لَا يَحِلُّ لِمَنْ أَكَلَهُ، وَأَنَا مُحْرِمٌ، قَالَ عُثْمَانُ: فَبَيِّنْ لَنَا. فَقَالَ: قَالَ اللَّهُ - تَعَالَى -: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ. ) [ الْمَائِدَةِ: 95 ]. قَالَ عُثْمَانُ: فَنَحْنُ قَتَلْنَاهُ ! إِنَّا لَمْ نَقْتُلْهُ. قَالَ: فَقَرَأَ عَلَيْهِمْ عَلِيٌّ: (وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا ) [ الْمَائِدَةِ 96 ] فَمَكَثَ عُثْمَانُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَمْكُثَ، ثُمَّ أَتَى وَهُوَ بِمَكَّةَ فَقِيلَ لَهُ: هَلْ لَكَ فِي ابْنِ أَبِي طَالِبٍ أُهْدِيَ إِلَيْهِ صَفِيفُ حِمَارٍ فَهُوَ يَأْكُلُ مِنْهُ ; فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ عُثْمَانُ فَسَأَلَهُ عَنْ أَكْلِهِ الصَّفِيفَ، وَقَالَ لَهُ: أَمَّا أَنْتَ فَتَأْكُلُ وَأَمَّا نَحْنُ فَتَنْهَانَا ؟ فَقَالَ لَهُ: إِنَّهُ صِيدَ عَامَ أَوَّلَ ; وَأَنَا حَلَالٌ ; فَلَيْسَ عَلَيَّ فِي أَكْلِهِ بَأْسٌ، وَصِيدَ ذَلِكَ - يَعْنِي

الصفحة 300