كتاب الاستذكار الجامع لمذاهب فقهاء الأمصار - ت: قلعجي (اسم الجزء: 13)
19127 - وَمَعْلُومٌ أَنَّهُمْ كَانُوا كُلُّهُمْ، أَوْ أَكْثَرُهُمْ عَلَى سَبِّ النَّبِيِّ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - وَلَمْ يَجْعَلْ لِابْنِ خَطَلٍ أَمَانًا ; لِأَنَّ أَمْرَهُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - بِقَتْلِ ابْنِ خَطَلٍ خَرَجَ مِنَ الْأَمَانِ لِأَهْلِ مَكَّةَ مَخْرَجًا وَاحِدًا، فِي وَقْتٍ وَاحِدٍ.
19128 - بِذَلِكَ وَرَدَتِ الْآثَارُ، وَهُوَ مَعْرُوفٌ عِنْدَ أَهْلِ السِّيَرِ.
19129 - وَالْوَجْهُ فِي قَتْلِ ابْنِ خَطَلٍ أَنَّ اللَّهَ - تَعَالَى - أَمَرَ بِقَتْلِ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وُجِدُوا وَقَالَ:فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ [ الْأَنْفَالِ: 57 ] وَجَعَلَ لَهُمْ مَعَ ذَلِكَ - إِذَا قَدَرَ عَلَيْهِمْ - الْمَنَّ إِنْ شَاءَ، وَإِنْ شَاءَ الْفِدَاءَ، وَلَيْسَ هَذَا مَوْضِعَ ذِكْرِ وُجُوهِ ذَلِكَ، وَلِمَا كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - فِي حُكْمِ اللَّهِ ذَلِكَ، صَنَعَ مَا أَذِنَ اللَّهُ لَهُ فِيهِ.
19130 - وَكَانَ سَبَبُ قَتْلِهِ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ - مَا حَدَّثْنَاهُ عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سُفْيَانَ، قِرَاءَةً مِنِّي عَلَيْهِ قَالَ: حَدَّثْنَاهُ قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: وَأَمَّا قَتْلُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَطَلٍ فَقَتَلَهُ سَعِيدُ بْنُ حُرَيْثٍ الْمَخْزُومِيُّ، وَأَبُو بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيُّ، اشْتَرَكَا فِي دَمِهِ، وَهُوَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَيْمِ بْنِ غَالِبٍ.
قَالَ: وَإِنَّمَا أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِقَتْلِهِ ; لِأَنَّهُ بَعَثَهُ مُصَدِّقًا، وَكَانَ مُسْلِمًا، وَبَعَثَ مَعَهُ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ، وَكَانَ مَعَهُ مَوْلًى لَهُ يَخْدِمُهُ، وَكَانَ مُسْلِمًا، فَنَزَلَ ابْنُ خَطَلٍ مَنْزِلًا، وَأَمَرَ الْمَوْلَى أَنْ يَذْبَحَ لَهُ شَاةً، وَيَصْنَعَ لَهُ طَعَامًا، فَنَامَ وَاسْتَيْقَظَ، وَلَمْ يَصْنَعْ لَهُ شَيْئًا، فَعَدَا عَلَيْهِ فَقَتَلَهُ، ثُمَّ ارْتَدَّ مُشْرِكًا.
الصفحة 347