كتاب الاستذكار الجامع لمذاهب فقهاء الأمصار - ت: قلعجي (اسم الجزء: 14)
اجْتَمَعُوا فِي الْمَسْجِدِ: " اذْهَبُوا فَأَنْتُمُ الطُّلَقَاءُ "، وَلَمْ يَجْعَلْ شَيْئًا مِنْهَا فَيْئًا، وَلَمْ يَسْبِ مِنْ أَهْلِهَا أَحَدًا.
20576 - وَقَالَ الشَّافِعِيُّ: لَمْ يَدْخُلْ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَكَّةَ عَنْوَةً وَإِنَّمَا دَخَلَهَا صُلْحًا.
20577 - وَقَالَ أَصْحَابُهُ: أَرَادَ بِقَوْلِهِ: صُلَحًا أَيْ فَعَلَ فِيهَا فِعْلَهُ: فِيمَنْ صَالَحَهُ، فَمَلَّكَهُ نَفْسَهُ وَمَالَهُ وَأَرْضَهُ وَدِيَارَهُ: وَذَلِكَ ؛ لِأَنَّهُ لَمْ يَدْخُلْهَا إِلَّا بَعْدَ أَنْ أَمَّنَ أَهْلَهَا كُلَّهُمْ إِلَّا الَّذِينَ أَمَرَ بِقَتْلِهِمْ.
20578 - قَالَ أَبُو عُمَرَ: ذَكَرَ ابْنُ إِسْحَاقَ وَجَمَاعَةٌ مِنْ أَهْلِ الصَّبْرِ مَعْنَى مَا أَجْمَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَمَّا بَلَغَ فِي سَفَرِهِ عَامَ الْفَتْحِ مَرَّ الظَّهْرَانِ نَزَلَ بِهَا، وَكَانَ الْعَبَّاسُ قَدْ أَتَاهُ بِأَهْلِهِ وَعِيَالِهِ بِالْجَحْفَةِ مُهَاجِرًا إِلَيْهِ، فَأَمَرَ بِالْعِيَالِ إِلَى الْمَدِينَةِ، وَبَقِيَ هُوَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَلَمَّا نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِمَرِّ الظَّهْرَانِ رَكِبَ الْعَبَّاسُ بَغْلَتَهُ، وَنَهَضَ يَرْتَقِبُ وَيَسْتَمِعُ خَبَرًا مِنْ مَكَّةَ، أَوْ مَارًّا إِلَيْهَا، وَذَلِكَ فِي اللَّيْلِ، فَسَمِعَ صَوْتَ أَبِي سُفْيَانَ يُخَاطِبُ رَفِيقَهُ، فَقَالَ: أَبُو حَنْظَلَةَ ؟ فَعَرَفَهُ أَبُو سُفْيَانُ، فَقَالَ: أَبُو الْفَضْلِ ثُمَّ أَجْمَعَا، فَأَتَى بِهِ النَّبِيَّ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - فَأَرَادَ عُمَرُ قَتْلَهُ، فَاعْتَرَضَهُ الْعَبَّاسُ وَأَمَرَهُ النَّبِيُّ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - أَنْ يَحْمِلَهُ مَعَ نَفْسِهِ وَيَأْتِيَهُ بِهِ غَدْوَةً، فَأَتَى بِهِ صَبِيحَةَ تِلْكَ
الصفحة 334