كتاب الاستذكار الجامع لمذاهب فقهاء الأمصار - ت: قلعجي (اسم الجزء: 14)
اللَّيْلَةِ، فَأَسْلَمَ، وَبَايَعَ النَّبِيَّ - عَلَيْهِ السَّلَامُ، أَنْ يُلْزِمَهُ بِشَيْءٍ، فَقَالَ: " مَنْ دَخَلَ دَارَ أَبِي سُفْيَانَ، فَهُوَ آمِنٌ ".
20579 - وَلَمْ يَرَ إِفْرَادَهُ فِي ذَلِكَ فَأَمَرَ مُنَادِيًا، فَنَادَى: وَمَنْ دَخَلَ دَارَهُ فَهُوَ آمِنٌ، وَمَنْ أَغْلَقَ عَلَى نَفْسِهِ بَابَهُ، فَهُوَ آمِنٌ، وَمَنْ دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَهُوَ آمِنٌ.
20580 - وَعَهِدَ إِلَى أُمَرَائِهِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ إِذَا دَخَلُوا مَكَّةَ أَلَّا يُقَاتِلُوا إِلَّا مَنْ قَاتَلَهُمْ، إِلَّا نَفَرًا سَمَّاهُمْ، فَنَهَضَ بِهَذَا الْأَمَانِ إِلَى مَكَّةَ أَبُو سُفْيَانَ وَنَادَى بِهِ.
20581 - فَهَذَا الْأَمَانُ قَدْ حَصَلَ لِأَهْلِ مَكَّةَ، وَرَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِمَرِّ الظَّهْرَانِ فَأَيْنَ الْعَنْوَةُ هَاهُنَا مَعَ الْأَمَانِ الْحَاقِنِ لِلدَّمِ وَالْمَالِ ؛ لِأَنَّ الْمَالَ تَبَعٌ لِلنَّفْسِ.
20582 - ثُمَّ دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَكَّةَ، وَطَافَ بِهَا، ثُمَّ خَطَبَ خُطْبَةً مَحْفُوظَةً أَسْقَطَ فِيهَا كُلَّ دَمٍ، وَمَأْثَرَةٍ، وَنَهَى عَنْ تَعْظِيمِ الْآبَاءِ وَالتَّفَاخُرِ بَيْنَهُمْ، وَقَالَ: " كُلُّكُمْ بَنِي آدَمَ وَآدَمُ مِنْ تُرَابٍ، ثُمَّ قَالَ: " يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ ! مَا تَرَوْنَ أَنِّي فَاعِلٌ بِكُمْ، قَالُوا: خَيْرًا، أَخٌ كَرِيمٌ وَابْنُ أَخٍ كَرِيمٍ، قَالَ: " اذْهَبُوا فَأَنْتُمُ الطُّلَقَاءُ، ثُمَّ جَلَسَ حِينًا فِي الْمَسْجِدِ، فَقَضَى أُمُورًا مَذْكُورَةً فِي السِّيَرِ.
20583 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا ابْنُ
الصفحة 335