كتاب الاستذكار الجامع لمذاهب فقهاء الأمصار - ت: قلعجي (اسم الجزء: 14)
أَسْلَمَ الْحَرْبِيُّ فِي بَلَدِهِ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَيْنَا مُسْلِمًا، فَإِنَّ أَوْلَادَهُ الصِّغَارَ أَحْرَارٌ وَمُسْلِمُونَ، وَمَا أَوْدَعَهُ مُسْلِمًا، أَوْ ذِمِّيًّا، فَهُوَ لَهُ، وَمَا أَوْدَعَهُ حَرْبِيٌّ، وَسَائِرُ مَالِهِ هُنَاكَ فَيْءٌ، فَرَّقُوا بَيْنَ إِسْلَامِهِ قَبْلَ خُرُوجِهِ، وَبَيْنَ إِسْلَامِهِ بَعْدَ خُرُوجِهِ، لِاخْتِلَافِ حُكْمِ الدَّارِ عِنْدَهُ.
20598 - وَقَالَ الشَّافِعِيُّ: مَنْ خَرَجَ إِلَيْنَا مِنْهُمْ مُسْلِمًا، أَحْرَزَ مَالَهُ حَيْثُ كَانَ، وَصِغَارَ وَلَدِهِ.
20599 - وَهُوَ قَوْلُ الطَّبَرِيِّ.
20600 - وَلَمْ يُفَرِّقْ مَالِكٌ وَالشَّافِعِيُّ بَيْنَ إِسْلَامِهِ فِي دَارِ الْكُفْرِ، أَوْ دَارِ الْإِسْلَامِ.
20601 - وَقَالَ الْأَوْزَاعِيُّ: يُرَدُّ إِلَيْهِ أَهْلُهُ وَعِيَالُهُ، وَذَلِكَ فَيْءٌ. وَلَمْ يُفَرِّقْ بَيْنَ مِلْكٍ فِي الدَّارَيْنِ.
20602 - وَاخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ فِي بَيْعِ أَرْضِ مَكَّةَ وَكِرَائِهَا وَدُورِهَا:
20603 - فَكَانَ مَالِكٌ يَكْرَهُ بُيُوتَ مَكَّةَ، وَقَالَ: كَانَ عُمَرُ يَنْزِعُ أَبْوَابَ مَكَّةَ.
20604 - وَكَانَ أَبُو حَنِيفَةَ لَا يَرَى، بَأْسًا بِبَيْعِ بِنَاءِ بُيُوتِ مَكَّةَ، وَكَرِهَ بَيْعَ أَرْضِهَا، وَكَرِهَ كِرَاءَ بُيُوتِهَا فِي الْمَوْسِمِ، وَمِنَ الرَّجُلِ يَعْتَمِرُ، ثُمَّ يَرْجِعُ.
20605 - فَأَمَّا الْمُعْتَمِرُ، فَلَا يَرَى بِأَخْذِ الْكِرَاءِ مِنْهُ بَأْسًا.
الصفحة 339