كتاب الاستذكار الجامع لمذاهب فقهاء الأمصار - ت: قلعجي (اسم الجزء: 19)

وَالْمِنْحَةِ.
28415 - وَمِنْ هَذَا الْمَعْنَى عِنْدَ أَصْحَابِنَا: " الْعُمْرَى " وَسَنَذْكُرُ ذَلِكَ فِي بَابِ الْعُمْرَى - إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى.
28416 - قَالَ الْخَلِيلُ: الْعَرِيَّةُ مِنَ النَّخْلِ الَّتِي تُعَرَّى عَنِ الْمُسَاوَمَةِ عِنْدَ بَيْعِ النَّخْلِ، وَالْفِعْلِ " الْإِعْرَاءُ " وَهُوَ أَنْ يَجْعَلَ ثَمَرَتَهَا لِمُحْتَاجٍ، وَكَانَتِ الْعَرَبُ تَمْتَدِحُ بِهَا.
28417 - قَالَ بَعْضُ شُعَرَاءِ الْأَمْصَارِ يَصِفُ نَخْلَةً:
لَيْسَتْ بِسَنْهَاءَ، وَلَا رَجَبِيَّةٍ وَلَكِنْ عَرَايَا فِي السِّنِينَ الْمَوَاحِلِ
28418 - وَالسَّنْهَاءُ مِنَ النَّخْلِ الَّتِي تَحْمِلُ سَنَةً وَتَحُولُ سَنَةً، وَالرَّجَبِيَّةُ الَّتِي تَمِيلُ بِضَعْفِهَا، فَتُدَعَّمُ مِنْ تَحْتِهَا، وَكِلَاهُمَا عَيْبٌ، فَمَدَحَ الشَّاعِرُ نَخْلَةً بِأَنَّهَا لَيْسَتْ كَذَلِكَ.
28419 - وَأَمَّا مَعْنَى الْعَرِيَّةِ فِي الشَّرِيعَةِ، فَفِيهِ اخْتِلَافٌ بَيْنَ أَهْلِ الْعِلْمِ عَلَى مَا أَصِفُهُ لَكَ بِعَوْنِ اللَّهِ - إِنْ شَاءَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ.
28420 - فَمِنْ ذَلِكَ أَنَّ ابْنَ وَهْبٍ رَوَى عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ الْحَارِثِ، عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ أَنَّهُ قَالَ: الْعَرِيَّةُ يُعْرِي الرَّجُلُ النَّخْلَةَ، أَوِ

الصفحة 119