كتاب الاستذكار الجامع لمذاهب فقهاء الأمصار - ت: قلعجي (اسم الجزء: 19)

28583 - فَالْمُزَابَنَةُ وَالْقِمَارُ، وَالْمُخَاطَرَةُ شَيْءٌ مُتَدَاخِلُ الْمَعْنَى مُتَقَارِبٌ.
28584 - تَقُولُ الْعَرَبُ: حَرْبٌ زَبُونٌ، أَيْ ذَاتُ دَفْعٍ وَقِمَارٍ، وَمُغَالَبَةٍ.
28585 - قَالَ أَبُو الْغَوْلِ الطُّهَوِيُّ:
فَوَارِسُ لَا يَمْلِكُونَ الْمَنَايَا إِذَا دَارَتْ رَحَى الْحَرْبِ الزَّبُونِ
28586 - وَقَالَ مَعْمَرُ بْنُ لَقِيطٍ الْإِيَادِيُّ:
عَبْلُ الذِّرَاعِ أَبْيَازًا مُزَابَنَةً فِي الْحَرْبِ يَخْتَتِلُ الرِّئَالُ وَالسَّقَيَا
28587 - وَمِنْ هَذَا الْمَعْنَى قَوْلُ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ: كَانَ مَيْسِرُ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ بَيْعَ اللَّحْمِ بِالشَّاةِ وَالشَّاتَيْنِ، فَأَخْبَرَ سَعِيدٌ أَنَّ ذَلِكَ مَيْسِرٌ.
28588 - وَالْمَيْسِرُ الْقِمَارُ.
28589 - وَأَمَّا الشَّافِعِيُّ - رَحِمَهُ اللَّهُ - فَقَالَ: جِمَاعُ الْمُزَابَنَةِ أَنْ يُنْظَرَ كُلُّ مَا عُقِدَ بَيْعُهُ مِمَّا الْفَضْلُ فِي بَعْضِهِ عَلَى بَعْضٍ يَدًا بِيَدٍ رِبًا، فَلَا يَجُوزُ مِنْهُ شَيْءٌ يُعْرَفُ كَيْلُهُ، أَوْ وَزْنُهُ بِشَيْءٍ جُزَافًا، وَلَا جُزَافًا بِجُزَافٍ مِنْ صِنْفِهِ، فَإِمَّا أَنَّ يَقُولَ لَكَ: أَضْمَنُ لَكَ صُبْرَتَكَ هَذِهِ بِعِشْرِينَ صَاعًا، فَمَا زَادَ فَلِي، وَمَا نَقَصَ فَعَلَيَّ تَمَامُهَا، فَهَذَا مِنَ الْقِمَارِ، وَالْمُخَاطَرَةِ، وَلَيْسَ مِنَ الْمُزَابَنَةِ.

الصفحة 162