كتاب الاستذكار الجامع لمذاهب فقهاء الأمصار - ت: قلعجي (اسم الجزء: 21)

وَأَبُو جَعْفَرٍ الطَّبَرِيُّ: اسْتِقْرَاضُ الْإِمَاءِ جَائِزٌ.
30428 - قَالَ الطَّبَرِيُّ، وَالْمُزَنِيُّ: قِيَاسًا عَلَى بَيْعِهَا، وَأَنَّ مِلْكَ الْمُسْتَقْرِضِ صَحِيحٌ يَجُوزُ لَهُ فِيهِ التَّصَرُّفُ كُلُّهُ.
30429 - وَقَالَ دَاوُدُ: " لَمْ يَحْظُرِ اللَّهُ اسْتِقْرَاضَ الْإِمَاءِ، وَلَا رَسُولُهُ، وَلَا اتَّفَقَ الْجَمِيعُ عَلَيْهِ، وَأُصُولُ الْأَشْيَاءِ عِنْدَهُ عَلَى الْإِبَاحَةِ.
30430 - وَاسْتَدَلَّ بِأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَجَازَ اسْتِسْلَافَ الْحَيَوَانِ، وَالْإِمَاءُ مِنَ الْحَيَوَانِ.
30431 - وَحَجَّةُ مَنْ لَمْ يُجِزِ اسْتِقْرَاضَ الْإِمَاءِ، وَهُمْ جُمْهُورُ الْعُلَمَاءِ أَنَّ الْفُرُوجَ مَحْظُورَةٌ، لَا تُسْتَبَاحُ إِلَّا بِنِكَاحٍ، أَوْ مِلْكِ يَمِينٍ بِعِقْدٍ لَازِمٍ، وَالْقَرْضُ لَيْسَ بِعِقْدٍ لَازِمٍ ; لِأَنَّ الْمُسْتَقْرِضَ يَرُدُّهُ مَتَى شَاءَ، فَأَشْبَهَ الْجَارِيَةَ الْمُشْتَرَاةَ بِالْخِيَارِ، فَلَا يَجُوزُ وَطْؤُهَا بِإِجْمَاعٍ حَتَّى تَنْقَضِيَ أَيَّامُ الْخِيَارِ، فَيَلْزَمُ الْعَقْدُ فِيهَا، وَهَذِهِ قِيَاسٌ عَلَيْهَا، وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ.

الصفحة 63