كتاب الاستذكار الجامع لمذاهب فقهاء الأمصار - ت: قلعجي (اسم الجزء: 26)
39508 - وَهَذِهِ الْأَشْيَاءُ لَا تُدْرَكُ بِقِيَاسٍ وَلَا اعْتِبَارٍ، وَلَا يَصِحُّ فِيهَا تَكْيِيفٌ.
39509 - وَقَدْ قِيلَ: إِنَّ أَكْلَ الشَّيْطَانِ تَشَمُّمٌ وَاسْتِرْوَاحٌ لَا مَضْغٌ وَلَا بَلْعٌ، وَإِنَّمَا الْمَضْغُ وَالْبَلْعُ لَذَوِي الْجُثَثِ، فَيَكُونُ شَمُّهُ وَاسْتِرْوَاحُهُ مِنْ قِبَلِ الشِّمَالِ.
39510 - وَقَدْ أَوْرَدْنَا فِي مَعْنَى الْجِنِّ وَالشَّيَاطِينِ وَالْإِخْبَارِ عَنْهُمْ، وَأَنَّ لَهُمْ حَيَاةً وَأَجْسَامًا، وَأَنَّهَا تَخْتَلِفُ صِفَاتُهُمْ فِي كِتَابِ " التَّمْهِيدِ " مَا فِيهِ كِفَايَةٌ، وَحَسَبُكَ بِمَا فِي الْقُرْآنِ مِنْ تَكْلِيفِهِمْ وَطَاعَتِهِمْ وَعِصْيَانِهِمْ وَأَنَّ مِنْهُمُ الصَّالِحِينَ وَمِنْهُمْ دُونُ ذَلِكَ الْمُؤْمِنُ وَالْكَافِرُ، وَأَنَّهُمْ يَسْتَرِقُونَ السَّمْعَ.
39511 - وَفِي سُورَةِ الْأَحْقَافِ، وَسُورَةِ (قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ ) [ الْجِنِّ: 1 ] وَسُورَةِ الرَّحْمَنِ مَا فِيهِ شِفَاءٌ وَبَيَانٌ.
39512 - وَرُوِّينَا عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الْجِنِّ: وَهَلْ يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ وَيَتَنَاكَحُونَ وَيَمُوتُونَ ؟ فَقَالَ: هُمْ أَجْنَاسٌ.
39513 - فَأَمَّا خَالِصُ الْجِنِّ فَهُمْ رِيحٌ لَا يَأْكُلُونَ وَلَا يَشْرَبُونَ وَلَا يَتَوَالَدُونَ، وَمِنْهُمْ أَجْنَاسٌ يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ وَيَتَنَاكَحُونَ وَيَتَوَالَدُونَ وَيَمُوتُونَ، وَمِنْهُمُ السَّعَالِي وَالْغُولُ وَالْقُطُوبُ.
39514 - وَقَدْ ذَكَرْنَا هَذَا الْخَبَرَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ وَهْبٍ فِي " التَّمْهِيدِ ".
الصفحة 255