كتاب الاستذكار الجامع لمذاهب فقهاء الأمصار - ت: قلعجي (اسم الجزء: 26)

39910 - قَالَ سُنَيْدٌ: وَحَدَّثَنِي جَرِيرٌ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: دَخَلَ عُتْبَةُ بْنُ فَرْقَدٍ عَلَى عُمَرَ فِي السَّحَرِ، وَهُوَ يُكْرِمُ كَعْكًا شَامِيًّا، وَيَتَفَرَّقُ لَبَنُهَا، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، لَوْ أَمَرْتَ بِطَعَامٍ مِنْ لَبَنٍ فَصُنِعَ لَكَ ؟ قَالَ: يَابْنَ فَرْقَدٍ، أَلَسْتُ أَقْدَرَ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ عَلَى طَعَامٍ [ وَاحِدٍ ] ؟ قَالَ عُتْبَةُ: نَعَمْ مَا أَجِدُ أَقْدَرَ عَلَى ذَلِكَ مِنْكَ، قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ [ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ]، يَذُمُّ قَوْمًا، فَقَالَ:أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا [ الْأَحْقَافِ: 20 ].
39911 - قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ، وَقَتَادَةُ: بَلَغَنَا عَنْ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ: لَوْ شِئْتُ كُنْتُ أَطْيَبَكُمْ طَعَامًا، وَأَلْيَنَكُمْ لِبَاسًا، وَلَكِنِّي أَسْتَبْقِي طَيِّبَاتِي.
39912 - قَالَ أَبُو عُمَرَ: هَذَا طَرِيقُ الزُّهْدِ فِي الدُّنْيَا، وَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ ذَلِكَ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا كَانَتْ رَغْبَةً فِي الْآخِرَةِ، وَإِيثَارًا لَهَا، وَإِنْ كَانَ قَدْ أَبَاحَ الطَّيِّبَاتِ وَهِيَ الْحَلَالُ، وَقَالَ - عَزَّ وَجَلَّ -: (الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ ) [ الْمَائِدَةِ: 5 ] وَقَالَ: (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ ) [ الْأَعْرَافِ: 32 ].
39913 - فَأَكْلُ اللَّحْمِ الْمُبَاحِ حَلَالٌ، وَمِنَ السُّنَّةِ وَالشَّرِيعَةِ ذَبْحُ الْغَنَمِ، وَنَحْرُ

الصفحة 348