كتاب الاستذكار الجامع لمذاهب فقهاء الأمصار - ت: قلعجي (اسم الجزء: 26)
38594 - وَقَدْ قِيلَ: إِنَّ مَحَبَّتَهُ حَقِيقِيَّةٌ، كَمَا يُسَبِّحُ كُلُّ شَيْءٍ حَقِيقَةً، وَلَكِنْ لَا يَفْهَمُ ذَلِكَ النَّاسُ، وَغَيْرُ نَكِيرٍ أَنْ يَصْنَعَ اللَّهُ مَحَبَّةَ رَسُولِهِ فِي الْجَمَادِ وَفِيمَا لَا يَعْقِلُ كَعَقْلِ الْآدَمِيِّينَ، كَمَا وَضَعَ اللَّهُ خَشْيَتَهُ فِي الْحِجَارَةِ، فَأَخْبَرَ فِي مُحْكَمِ كِتَابِهِ بِأَنَّ مِنْهَا مَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ، وَكَمَا وَضَعَ فِي الْجِذْعِ مَحَبَّةَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَتَّى حَنَّ إِلَيْهِ حَنِينَ النَّاقَةِ لِوَلَدِهَا.
38595 - رَوَاهُ أَنَسٌ وَجَابِرٌ وَغَيْرُهُ.
38596 - وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ مِنْ طُرُقٍ فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ،أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَخْطُبُ إِلَى جِذْعٍ، فَلَمَّا صُنِعَ لَهُ الْمِنْبَرُ، وَخَطَبَ عَلَيْهِ، حَنَّ الْجِذْعُ حَنِينَ النَّاقَةِ إِلَيْهِ، فَنَزَلَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَاحْتَضَنَهُ فَسَكَنَ.
38597 - وَمِثْلُ هَذَا كَثِيرٌ قَالَ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ -: "وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ " [ الْإِسْرَاءِ: 44 ].
38598 - وَأَمَّا قَوْلُهُ: " إِنَّ إِبْرَاهِيمَ حَرَّمَ " فَقَدْ رُوِيَ ذَلِكَ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَحَدِيثِ جَابِرٍ، وَحَدِيثِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ وَحَدِيثِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، كَمَا رُوِيَ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ.
38599 - وَقَدْ ذَكَرْنَاهَا بِالْأَسَانِيدِ فِي " التَّمْهِيدِ ".
386600 - وَرَوَى ابْنُ عَبَّاسٍ، وَأَبُو شُرَيْحٍ الْكَعْبِيُّ الْخُزَاعِيُّ، وَأَبُو هُرَيْرَةَ، أَنَّ
الصفحة 35