كتاب الاستذكار الجامع لمذاهب فقهاء الأمصار - ت: قلعجي (اسم الجزء: 27)

41257 - وَقَالَ أَيْضًا:
إِنَّ الزَّمَانَ يُغْرِينِي بِأَمَانِهِ وَيُذِيقُنِي الْمَكْرُوهَ مِنْ حِدْثَانِهِ
فَأَنَا النَّذِيرُ مِنَ الزَّمَانِ لِكُلِّ مَنْ أَمْسَى وَأَصْبَحَ وَاثِقًا بِزَمَانِهِ
41258 - [ وَقَالَ:
إِنَّ الْفَتَى مِنَ الْفَنَاءِ قَرِيبُ إِنَّ الزَّمَانَ إِذَا رَمَى لَمُصِيبُ
إِنَّ الزَّمَانَ لِأَهْلِهِ لَمُؤَدِّبٌ لَوْ كَانَ فِيهِمْ يَنْفَعُ التَّأْدِيبُ
صِفَةُ الزَّمَانِ حَكِيمَةٌ وَبَلِيغَةٌ إِنَّ الزَّمَانَ لَشَاعِرٌ وَخَطِيبُ
وَلَقَدْ رَأَيْتُكَ لِلزَّمَانِ مُجَرِّبًا لَوْ كَانَ يُحْكِمُ رَأْيَكَ التَّجْرِيبُ
وَلَقَدْ يُكَلِّمُكُ الزَّمَانُ بِأَلْسُنٍ عَرَبِيَّةٍ وَأَرَاكَ لَسْتَ تُجِيبُ
لَوْ كُنْتَ تَفَهَمُ عَنْ زَمَانِكَ قَوْلُهُ لَعَرَاكَ مِنْهُ تَفَجُّعٌ وَنَحِيبُ
كَيْفَ اغْتَرَرْتَ بِصَرْفِ دَهْرِكَ يَا أَخِي كَيْفَ اغْتَرَرْتَ بِهِ وَأَنْتَ لَبِيبُ
وَلَقَدْ حَلَبْتَ الدَّهْرَ أَشْطُرَ دَرِّهِ حِقَبًا وَأَنْتَ مُجَرِّبٌ وَأَرِيبُ
41259 - وَقَالَ مَنْصُورٌ الْفَقِيهُ:
يَا حَسَنَ الظَّنِّ بِاللَّيَالِي أَمَا تَرَاهَا كَيْفَ تَفْعَلُ
يَضْحَكُ هَذَا، وَذَاكَ يَبْكِي تَنْصُرُ هَذَا وَذَاكَ تَخْذُلُ
ذَاكَ مُعَافًى، وَذَاكَ مُبْتَلًى وَذَاكَ تُوَلِّي، وَذَاكَ تَعْزِلُ
أَمْ أَنْتَ عَنْ مَا تَرَاهُ مَنْ ذَا وَذَاكَ مِنْ فِعْلِهَا بِمَعْزِلٍ

الصفحة 307