كتاب الاستذكار الجامع لمذاهب فقهاء الأمصار - ت: قلعجي (اسم الجزء: 27)

41260 - وَالْمُرَادُ بِهَذَا مِنْ مَنْصُورٍ وَغَيْرِهِ ; أَنَّ ذَلِكَ يَقَعُ مِنَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ.
41261 - وَمِثْلُ ذَلِكَ قَوْلُهُ أَيْضًا:
لِلدَّهْرِ إِقْبَالٌ وَإِدْبَارُ وَكُلُّ حَالٍ بَعْدَهَا حَالُ
وَآمِنُ الْأَيَّامِ فِي غَفْلَةٍ وَلَيْسَ لِلْأَيَّامِ إِغْفَالُ
41262 - وَقَدْ أَنْشَدَنَا فِي بَابِ أَبِي الزِّنَادِ، مِنْ كِتَابِ " التَّمْهِيدِ " أَشْعَارًا كَثِيرَةً مِنْ أَشْعَارِهِ الْجَاهِلِيَّةِ، وَأَشْعَارًا أَيْضًا كَثِيرَةً إِسْلَامِيَّةً، فِيهَا ذَمُّ الزَّمَانِ، وَذَمُّ الدُّنْيَا، وَذَمُّ الدَّهْرِ، إِلَّا أَنَّ الْمُؤْمِنَ الْمُوَحِّدَ، الْعَالِمَ بِالتَّوْحِيدِ يُنَزِّهُ اللَّهَ - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى - عَنْ كُلِّ سُوءٍ، يَنْوِي ذَلِكَ وَيَعْتَقِدُهُ، فَإِنْ جَرَى عَلَى لِسَانِهِ شَيْءٌ عَلَى عَادَةِ النَّاسِ، اسْتَغْفَرَ اللَّهَ وَرَاجَعَ الْحَقَّ، وَرَاضَ نَفْسَهُ عَنِ الْعَوْدَةِ إِلَيْهِ، كَمَا قَالَ بَعْضُ الْفُضَلَاءِ الْعُقَلَاءِ:
يَا دَهْرُ وَيْحَكَ مَا أَبْقَيْتَ لِي أَحَدًا وَأَنْتَ وَالِدُ سُوءٍ تَأْكُلُ الْوَلَدَا
أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ، بَلْ ذَا كُلُّهُ قَدَرُ رَضِيتُ بِاللَّهِ رَبًّا وَاحِدَا صَمَدَا
لَا شَيْءَ يَبْقَى سِوَى خَيْرٍ تُقَدِّمُهُ مَا دَامَ مُلْكٌ لِإِنْسَانٍ وَلَا خَلَدَا
41263 - وَقَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ قُبَّةَ الْعَدَوِيُّ: وَكَانَ مُؤْمِنًا صَالِحًا:

الصفحة 308