كتاب الاستذكار الجامع لمذاهب فقهاء الأمصار - ت: قلعجي (اسم الجزء: 27)

وَأَسْخَطَنِي فَقُلْتُ أَسْوَأَ مَا عَلِمْتُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " إِنَّ مِنَ الْبَيَانِ لَسِحْرًا ".
41296 - هَكَذَا فِي رِوَايَةِ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ لِهَذَا الْخَبَرِ ; أَنَّ قَيْسَ بْنَ عَاصِمٍ كَانَ مَعَهُمَا.
41297 - كَذَلِكَ رُوِيَ مِنْ حَدِيثِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، مَا ذَكَرْتُهُ فِي " التَّمْهِيدِ ".
41298 - وَذَكَرَ الْمَدَائِنِيُّ هَذَا الْخَبَرَ، فَلَمْ يَذْكُرْ فِيهِ إِلَّا الرَّجُلَيْنِ ; الزِّبْرِقَانَ، وَعَمْرَو بْنَ الْأَهْتَمِ، وَيَشْهَدُ لِهَذَا حَدِيثُ مَالِكٍ: قَدِمَ رَجُلَانِ ; فَقَالَ الْمَدَائِنِيُّ فِي خَبَرِهِ: " مُطَاعٌ فِي أَدَانِيهِ "، لَمْ يَقُلْ: فِي نَادِيهِ، وَكَذَلِكَ فِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ.
41299 - وَاخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ فِي الْمَعْنَى الْمَقْصُودِ بِهَذَا اللَّفْظِ ; قَوْلُهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ مِنَ الْبَيَانِ لَسِحْرًا " هَلْ هُوَ عَلَى مَعْنَى الذَّمِّ، أَوْ عَلَى مَعْنَى الْمَدْحِ.
41300 - فَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَصْحَابِ مَالِكٍ: هُوَ عَلَى مَعْنَى الذَّمِّ، وَأَضَافُوا ذَلِكَ أَيْضًا إِلَى مَالِكٍ، وَاسْتَدَلُّوا بِإِدْخَالِهِ لِهَذَا الْحَدِيثِ تَحْتَ تَرْجَمَةِ الْبَابِ بِمَا يُكْرَهُ مِنَ الْكَلَامِ.
41301 - وَاحْتَجُّوا عَلَى مَا ذَهَبُوا إِلَيْهِ مِنْ ذَلِكَ بِتَشْبِيهِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِذَلِكَ الْبَيَانِ بِالسِّحْرِ، وَالسِّحْرُ مَذْمُومٌ قَلِيلُهُ وَكَثِيرُهُ، وَذَلِكَ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ - لِمَا فِيهِ مِنَ الْبَلَاغَةِ،

الصفحة 319