كتاب الاستذكار الجامع لمذاهب فقهاء الأمصار - ت: قلعجي (اسم الجزء: 27)
أُمَّ سَلَمَةَ بَعْدَ خُرُوجِهِ، فَقَالَتْ: إِنَّ الْفَسَادَ إِذَا فَشَا فِي الْأَرْضِ، وَلَمْ يُتَنَاهَ عَنْهُ، أَرْسَلَ اللَّهُ بَأْسَهُ عَلَى أَهْلِ الْأَرْضِ. قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَفِيهِمُ الصَّالِحُونَ ؟ ! قَالَ: " نَعَمْ وَفِيهِمُ الصَّالِحُونَ، يُصِيبُهُمْ مَا أَصَابَهُمْ، وَيَقْبِضُهُمُ اللَّهُ إِلَى رَحْمَتِهِ وَرِضْوَانِهِ وَمَغْفِرَتِهِ ".
41508 - وَمِنْ ذَلِكَ مَا رَوَاهُ أَبُو يُونُسَ ; حَاتِمُ بْنُ أَبِي صَغِيرَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُهَاجِرُ بْنُ الْقِبْطِيَّةِ، أَنَّهُ سَمِعَ أُمَّ سَلَمَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَيُخْسَفَنَّ بِجَيْشٍ يَغْزُونَ هَذَا الْبَيْتَ بَعِيدًا مِنَ الْأَرْضِ ". فَقَالَ رَجُلٌ: وَإِنْ كَانَ فِيهِمُ الْكَارِهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ ! قَالَ: " نَعَمْ، وَيُبْعَثُ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ عَلَى نِيَّتِهِ ".
41509 - وَرَوَى عَلْقَمَةُ بْنُ مَرْثَدٍ، عَنِ الْمَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "إِذَا ظَهَرَتِ الْمَعَاصِي فِي أُمَّتِي، عَمَّهُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ "، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَمَا فِيهِمْ يَوْمَئِذٍ أُنَاسٌ صَالِحُونَ ؟ قَالَ: " بَلَى "، قُلْتُ: فَكَيْفَ بِأُولَئِكَ ؟ قَالَ: " يُصِيبُهُمْ مَا أَصَابَهُمْ، ثُمَّ يَصِيرُونَ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ ".
41510 - فَهَذَا مَا وَجَدْتُهُ لِأُمِّ سَلَمَةَ فِي هَذَا الْبَابِ.
41511 - وَقَدْ ذَكَرْتُ الْأَسَانِيدَ بِذَلِكَ فِي " التَّمْهِيدِ ".
الصفحة 370