كتاب الاستذكار الجامع لمذاهب فقهاء الأمصار - ت: قلعجي (اسم الجزء: 27)

( 10) بَابُ مَا جَاءَ فِي التُّقَى
1873 - مَالِكٌ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ; قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، وَخَرَجْتُ مَعَهُ حَتَّى دَخَلَ حَائِطًا فَسَمِعْتُهُ وَهُوَ يَقُولُ، وَبَيْنِي وَبَيْنَهُ جِدَارٌ، وَهُوَ فِي جَوْفِ الْحَائِطِ: عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ! بَخٍ بَخٍ: وَاللَّهِ لَتَتَّقِيَنَ اللَّهَ أَوْ لِيُعَذِّبَنَّكَ.
41539 - قَالَ أَبُو عُمَرَ: قَالَ اللَّهُ - تَعَالَى -:خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى [ الْبَقَرَةِ: 197 ] يُرِيدُ دَارَ الْآخِرَةِ.
41540 - وَالتَّقْوَى اسْمٌ جَامِعٌ لِطَاعَةِ اللَّهِ، وَالْعَمَلِ بِهَا فِي مَا أَمَرَ بِهِ، أَوْ نَهَى عَنْهُ، فَإِذَا انْتَهَى الْمُؤْمِنُ عَنْ مَا نَهَاهُ اللَّهُ، وَعَمِلَ بِمَا أَمَرَهُ اللَّهُ، فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَاتَّقَاهُ،وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًاوَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ [ الطَّلَاقِ: 4 ] يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا [ الطَّلَاقِ: 4 ].
41541 - وَالتُّقَى اسْمٌ أَيْضًا لِخَشْيَةِ اللَّهِ،إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ [ فَاطِرٍ: 28 ]. فَمَنْ خَشِيَ اللَّهَ وَاتَّقَاهُ، وَانْتَهَى عَنْ مَا نَهَاهُ، وَقَامَ بِمَا افْتَرَضَ عَلَيْهِ، فَهُوَ الْعَالِمُ بِشَهَادَةِ اللَّهِ لَهُ بِذَلِكَ، وَحَسْبُكَ.
41542 - وَأَمَّا قَوْلُهُ: بَخٍ بَخٍ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَهُوَ تَوْبِيخٌ مِنْهُ لِنَفْسِهِ، وَتَوْبِيخُ

الصفحة 378