كتاب الإيماء إلى زوائد الأمالي والأجزاء (اسم الجزء: 2)

ومَن صامَ مِن رجبَ ستةَ أيامٍ خرجَ مِن قبرِهِ ولِوجهِهِ نورٌ يَتلألأُ أشدُّ بياضاً مِن نورِ الشمسِ، وأُعطيَ له سوى ذلكَ نوراً يَستضيءُ له أهلُ الجمعِ يومَ القيامةِ، وبُعثَ مِن الآمِنين حتى يمرَّ على الصراطِ بغيرِ حسابٍ، ويُعافَى مِن عقوقِ الوالدينِ وقطيعةِ الرحمِ، ويُقبلُ اللهُ تعالى عليه بوجهِهِ يومَ القيامةِ.
ومَن صامَ مِن رجبَ سبعةَ أيامٍ فإنَّ لجهنمَ سبعةَ أبوابٍ يُغلقُ اللهُ عنه بصومِ كلِّ يومٍ باباً مِن أبوابِها، وحرَّمَ اللهُ جسدَه على النارِ.
ومَن صامَ مِن رجبَ ثمانيةَ أيامٍ فإنَّ للجنةِ ثمانيةَ أبوابٍ يفتحُ اللهُ له بصومِ كلِّ يومٍ باباً مِن أبوابِها، وقيلَ له: ادخُل مِن أيِّ أبوابِ الجنةِ شئتَ.
ومَن صامَ مِن رجبَ تسعةَ أيامٍ خرجَ مِن قبرِهِ وهو يُنادي: لا إلهَ إلا اللهُ، ولا يُصرفُ وجهُه دونَ الجنةِ، وخرجَ مِن قبرِهِ ووجهُهُ نورٌ يَتلألأُ يشرقُ لأهلِ الجنةِ حتى يَقولوا: هذا نبيٌّ مُصطفى، فإنَّ أَدنى ما يُعطى أَنْ يَدخلَ الجنةَ بغيرِ حسابٍ.
ومَن صامَ مِن رجبَ عشرةَ أيامٍ جعلَ اللهُ له جَناحينِ أَخضرينِ منفوطينِ بالُدرِّ والياقوتِ يَطيرُ بهما على الصراطِ كالبرقِ الخاطِفِ إلى الجنانِ، وبدَّلَ اللهُ سيئاتِهِ حسناتٍ، وكتبَهُ اللهُ مِن المُقربينَ القوَّامين للهِ بالقسطِ، وكأنَّما عبدَ اللهَ ألفَ عامٍ قائماً مُحتسباً.
ومَن صامَ مِن رجبَ إحدَى عشرَ يوماً لم يُواف عبدٌ يومَ القيامةِ أفضلَ مِنه إلا مَن صامَ مثلَه أو زادَ عليهِ.
ومَن صامَ مِن رجبَ اثنَي عشرَ يوماً كُسيَ يومَ القيامةِ حلَّتينِ خَضراوينِ مِن سندسٍ وإستبرقٍ لو أُدنيتْ حلَّةٌ مِنهما إلى الدُّنيا لأضاءَ ما بينَ المشرقِ والمغربِ شرقِها وغربِها، ولَصارَت الدُّنيا أطيبَ مِن ريحِ المسكِ.
ومَن صامَ مِن رجبَ ثلاثةَ عشرَ يوماً وُضعتْ له يومَ القيامةِ مائدةٌ مِن

الصفحة 510