كتاب الإيماء إلى زوائد الأمالي والأجزاء (اسم الجزء: 2)

عامٍ، ومَلأَ جميعَ ذلكَ مِسكاً وعنبراً ورَياحينَ وأشجاراً وأنهاراً، مفتوحاً جميعُ ذلكَ إلى الجِنانِ.
ومَن صامَ ثمانيةً وعشرينَ يوماً جعلَ اللهً بينَه وبينَ النارِ سبعةَ خنادِقَ، كلُّ خندقٍ كما بينَ السماءِ والأرضِ مسيرةَ خمسِمئة عامٍ.
ومَن صامَ مِن رجبَ تسعةً وعشرينَ يوماً غَفرَ اللهُ له ولو كانَ عَشَّاراً، ولو كانت امرأةً فجرَتْ سبعينَ مرةً وَوَلدتْ سبعينً وَلَداً بعدَما أرادَتْ وجهَ اللهِ والخلاصَ مِن جهنَّمَ لغفرَ اللهُ لها.
ومَن صامَ مِن رجبَ ثلاثينَ يوماً نَادى مُنادٍ مِن السماءِ: يا عبدَ اللهِ، أمَّا ما مَضى فقدْ غَفرَ اللهُ لكَ فاستأنِف العملَ فيما بقيَ، وأَعطاهُ في الجِنانِ كلِّها في كلِّ جنةٍ أربعينَ ألفَ بيتٍ، في كلِّ بيتٍ أربعونَ ألفَ ألفِ مائدةٍ مِن ذهبٍ على كلِّ مائدةٍ أربعونَ ألفَ ألفِ قَصعةٍ، في كلِّ قَصعةٍ أربعونَ ألفَ ألفِ لونٍ مِن الطعامِ والشرابِ، لكلِّ طعامٍ وشرابٍ مِن ذلكَ لونٌ على حِدةٍ، وفي كلِّ بيتٍ أربعونَ ألفَ سريرٍ مِن ذهبٍ، طولُ كلِّ سريرٍ ألفُ ذراعٍ في أَلفي ذراعٍ، على كلِّ سريرٍ جاريةٌ مِن حورِ العينِ عليها ثلاثُمئةِ ألفِ ذِؤابةٍ مِن لونٍ، يحملُ كلُّ ذِؤابةٍ سبعونَ ألفَ ألفِ وَصيفةٍ يفوحُ مِنها المسكُ والعنبرُ إلى أَن يوافِيَها صائمُ شهرِ رجب، هذا لِمَن صامَ شهرَ رجب كلَّه».
فقيلَ: يا رسولَ اللهِ، فمن عجزَ عن صيامِ رجب لضعفٍ أو علةٍ في الرجالِ أو كانتْ امرأةً غيرَ طاهرةٍ لينالَ ما وصفْتَ؟ قالَ: «يتصدقُ هذه الصدقةَ كلَّ يومٍ رغيفٌ على المساكينِ، والذي نَفسي بيدِهِ إنَّه إذا تصدَّقَ بهذه الصدقةِ كلَّ يومٍ ينالُ ما وَصفتُ وأكثرَ، إنه لو اجتمعَ جميعُ الخلائقِ كلهم مِن أهلِ السمواتِ والأرضِ على أَنْ يقدروا قدرَ ثوابِهِ ما بَلغوا ما نصبَ في الجِنانِ مِن الفضائلِ والدَّرجاتِ»،

الصفحة 513