كتاب الإيماء إلى زوائد الأمالي والأجزاء (اسم الجزء: 5)

عن تخليل الأصابع؟ فلم ير ذلك، فتركت حتى خف المجلس، فقلنا: إن عندنا في ذلك سنة، فقال: وما هي؟ فقلت: حدثنا الليث بن سعد، وعمرو بن الحارث، وابن لهيعة، عن ابن عشانة، عن عقبة بن عامر .. (¬1).
فرأيته بعد ذلك يسأل عنه فيأمر بتخليل الأصابع، وقال لي: ما سمعتُ بهذا الحديث قط إلا الآن.
4285 - عن عقبةَ بنِ عامرٍ قالَ: جئتُ وأصحابٌ لي حتى حَلَلْنا برسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (¬2)، ففعلتُ ذلكَ أيَّاماً، ثم إني ذكرتُ في نَفسي فقلتُ: لَعَلي مغبونٌ، يسمَعُ أَصحابي ما لم أسمعْ، ويتعلَّمون ما لم أَعلمْ مِن نبيِّ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فحضرتُ يوماً فسمعتُ رجلاً يقولُ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَن توضَّأَ كاملاً ثم أَتى إلى صلاتِهِ كانَ مِن خَطيئتِهِ كيومِ ولدتْهُ أُمُّه»، فعجبْت لذلكَ، فقالَ عمرُ بنُ الخطابِ: فكيفَ لو سمعتَ الكلامَ الأولَ كنتَ أشَدَّ عجباً، فقلتُ: اردُدْ عليَّ جَعَلني اللهُ فداكَ، فقالَ: إنَّ نبيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَن ماتَ لا يُشركُ باللهِ شيئاً فتحَ اللهُ له أبوابَ الجنةِ يدخُلُ مِن أيِّها شاءَ، ولها ثمانيةُ أبوابٍ» (¬3).
فخرجَ علينا نبيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم فجلستُ مُستقبِلَه، فصرَفَ وجهَهُ عنِّي حتى فعلَ ذلكَ ثلاثَ مراتٍ، فلمَّا كانتْ الرابعةُ قلتُ: يا نبيَّ اللهِ، بأبي أنتَ وأُمي، لِمَ تصرِفُ وجهَكَ عنِّي، فأقبَلَ عليَّ فقالَ: «أواحدٌ أحبُّ إليكَ أم اثنا عشرَ»، فلمَّا رأيتُ ذلكَ رجعتُ إلى أَصحابي.
¬__________
(¬1) أحمد بن عبدالرحمن بن وهب اختلط وأتى بمناكير في آخر عمره.
(¬2) زاد الطبراني في الكبير 17/ (929): فقال أصحابي: ترعى إبلنا وننطلق فنقتبس من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا رحنا اقتبسناك مما سمعنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ففعلت ذلك أياماً.
(¬3) إلى هنا في الصحيح بنحوه على اختلاف في لفظ حديث عمر، انظر المسند الجامع (9814) وما بعده.
وانظر لحديث عمر مسند أحمد (1/ 16)، والمسند الجامع (10443).

الصفحة 51