كتاب الإيماء إلى زوائد الأمالي والأجزاء (اسم الجزء: 6)

وأنزلَ اللهُ عزَّ وجلَّ في العامِ الذي نبذَ فيه أبوبكرٍ إلى المشركينَ: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [التوبة: 28]، فكانَ المشركونَ يُوافونَ بالتجارةِ فيتفقُ (¬1) بها المسلمونَ، فلمَّا حرمَ اللهُ على المشركينَ أن يقرَبوا المسجدَ الحرامَ وجدَ المسلمونَ في أنفسِهم مِما قُطعَ عنهم مِن التجارةِ التي كانَ المشركونَ يُوافونَ بها، فأنزلَ اللهُ: {وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ} [التوبة: 28]، فأحلَّ في الآيةِ الأُخرى التي تتبعُها الجزيةَ، ولم تكنْ تُؤدَّى قبلَ ذلكَ، فجعَلَها عوضاً مِما منعَهم مِن موافاةِ المشركينَ بتجاراتِهم، فقالَ: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} [التوبة: 29]، فلمَّا أحقَّ اللهُ ذلكَ للمسلمينَ عَرفوا أنَّه قد عاوَضَهم أفضلَ مِما كانوا وجَدوا عليه مِما كانَ المشركونَ يُوافونَ بهِ من التجارةِ.
مسند الشاميين (3067) حدثنا أبوزرعة: حدثنا أبواليمان: أخبرنا شعيب، عن الزهري، عن حميد بن عبدالرحمن، أن أبا هريرة قال .. .
6006 - عن أبي هريرةَ قالَ: قالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «السَّائِحونَ الصَّائمونَ».
1 - معجم ابن المقرئ (599) حدثنا أبوالعباس أحمد بن عبدالله بن محمد بن النعمان، وأمالي الشجري (1/ 286) أخبرنا أبوالقاسم عبدالرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني قال: أخبرنا أبومحمد عبدالله بن محمد بن جعفر بن حيان قال: حدثنا أبوإسحاق إبراهيم يعني ابن محمد بن يحيى بن مندة قال: حدثنا عبدالله بن محمد بن النعمان، قالا (أحمد بن عبدالله وعبدالله بن محمد): حدثنا أبوربيعة: حدثنا أبوعوانة،
¬__________
(¬1) هكذا في المطبوع، وفي الدرالمنثور (4/ 167): فينتفع.

الصفحة 443