كتاب الإيماء إلى زوائد الأمالي والأجزاء (اسم الجزء: 6)

6216 - عن أبي عبيدةَ وقيسِ بنِ سكنٍ قَالا: قالَ عبدُاللهِ بنُ مسعودٍ وهو يُحدثُ عمرَ يقولُ له: يا كعبُ، ألا تَسمعُ ما يقولُ عبدُاللهِ بنُ مسعودٍ: إذا حُشرَ الناسُ يومَ القيامةِ قَاموا على أقدامِهم أربعينَ عاماً، شاخصةً أبصارُهم إلى السماءِ لا يُكلِّمُهم بشيءٍ، والشمسُ على رُؤوسِهم حتى يُلجِمَهم العرقُ، ثم يُنادي منادٍ مِن السماءِ: يا أيُّها الناسُ، أليسَ عدل مِن ربِّكم الذي خلَقَكم وهو ربُّكم ورَزَقكم ثم تولَّيتُم غيرَهُ أَن يُولِّيَ كلَّ رجلٍ مِنكم ما تولَّى؟ قالَ: فيَقولونَ: بَلى، قالَ: ثم يُنادي مُنادٍ من السماءِ: يا أيُّها الناسُ، وذكرَ الحديثَ.
قالَ أبوعوانَة: وحدَّثني الأعمشُ قالَ: وحدَّثني أبوصالحٍ، عن أبي هريرةَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «حتى إنَّ أحدَهم لَيلتفتُ فيُكشفُ عن ساقٍ، قالَ: فيَخرونَ سُجداً، وقد قالَ: وتُدمجُ أصلابُ المُنافقينَ حتى تكونَ عظماً واحداً كأنَّها صَياصي البقرِ، قالَ: فيُقالُ لهم: ارفَعوا رؤوسَكم إلى نورِكم بقدرِ أعمالِكم، قالَ: فتَرفعُ طائفةٌ مِنهم رؤوسَهم إلى أمثالِ الجبالِ مِن النورِ، يمرُّونَ على الصراطِ المستقيمِ كطَرفِ العينِ، ثم يَرفعُ آخَرونَ رؤوسَهم إلى أمثالِ الصورِ على الصراطِ كمثلِ الريحِ، ثم يَرفعُ آخَرونَ رؤوسَهم على نورٍ دونَ ذلكَ، فيَشتَدُّون شداً، ثم يرفعُ آخَرونَ رؤوسَهم دونَ ذلكَ، فيَمشونَ مشياً، حتى يَبقى آخرُ الناسِ رجلٌ على أُنملةِ رجلِهِ مثلُ طرفِ السراجِ، فيخرُّ مرةً ويَستقيمُ أُخرى وتُصيبُه النارُ فتسفعُ مِنه، حتى يخرجَ فيقولَ: ما أُعطيَ أحدٌ مثلَما أُعطيتُ، ولا يَدري مِما نَجا فيقولُ: غيرَ أنِّي وجدتُ سفعاً وأنِّي نجوتُ مِنها».
قالَ الأعمشُ: وحدَّثني مجاهدٌ، عن عُبيدِ بنِ عُميرٍ قالَ: الصراطُ مثلُ حرفِ السيفِ، دَحضٌ مَزَلةٌ يَتكفأُ، والملائكةُ والأنبياءُ قيامٌ يقولونَ: ربِّ سَلِّمْ سَلِّمْ،

الصفحة 550