كتاب الإيماء إلى زوائد الأمالي والأجزاء (اسم الجزء: 6)

والملائكةُ يَتخطَّفون بالكَلاليبِ.
قالَ: ثم رجعَ إلى حديثِ عبدِاللهِ بنِ مسعودٍ قالَ: فاستقبَلَه بابٌ فينفتحُ، فيَرى شيئاً ما لم تَرَ عيناهُ مثلَه قطُّ ولا يَسمعُ به مِن الشجرِ والأنهارِ والسُّرر المُتناصِفَةِ، فيقولُ: يا ربِّ أدخِلْني هذا، قالَ: فيُقالُ له: إنْ أنتَ دخلتَه لعلَّكَ أَن تسأَلَ غيرَه، فيقولُ: وعزَّتكَ لا أسألُكَ غيرَه، فيدخلُ، فَبينا هو مُعجبٌ بمكانِهِ لا يَرى أحداً أُعطيَ مثلَما أُعطيَ إذ فُتحَ له بابٌ آخرُ، فإذا قد تحاقَرَ في عينهِ ما هو فيه، فيقولُ: يا ربِّ أدخِلْني هذا، فيقالُ له: أليسَ قد حلفتَ أَن لا تسأَلَ غيرَه؟ فيقولُ: لا وعزَّتكَ لا أسألُكَ غيرَه، فيدخلُ، فبينَما هو مُعجبٌ فيه لا يَرى أنَّ أحداً أُعطيَ مثلَما أُعطيَ، قالَ: فيُفتحُ له بابٌ آخرُ، فيَقولُ: يا ربِّ أدخِلْني هذا، فيُقالُ: ألم تحلفْ أَن لا تَسأَلَ غيرَه؟ فيقالُ: أرأيتَ إن أدخلتُكَ تسأَلُ غيرَه؟ فيقولُ: لا وعزَّتكَ لا أسأَلُ غيرَه، قالَ: فيدخلُ، فبينَما هو مُعجبٌ بمكانِهِ ما يَرى أنَّ أحداً أُعطيَ مثلَ ما أُعطيَ فيُفتحُ بابٌ آخرُ رابعٌ، قالَ: فيرَى شيئاً فيتحاقرُ في عينهِ كلُّ ما هو فيه، فيقولُ: يا ربِّ أدخِلْني هذا، فيقولُ: أو لم تحلفْ أَن لا تسأَلَ غيرَه؟ قالَ: فيقولُ: لا وعزَّتكَ لا أسأَلُ غيرَه.
فيدخلُ فيه، فتَستقبلُه خضراءُ لها سبعونَ باباً، في كلٍّ أزواجٌ وسُررٌ وأبوابٌ ومناصفُ، قالَ: فيقعدُ مع زوجتِهِ على السَّريرِ عليها سبعونَ حُلةً ألوانُها شتَّى، يَرى مُخَّ ساقِها مِن وراءِ سَبعينَ حُلةً، فيلمسُ بيدِهِ على كبدِها ويتناولُ الكأسَ، فيُقالُ له: قد ازددتَ منذُ ناوَلْتني الكأسَ حُسناً سبعينَ ضِعفاً، قالَ: ويقولُ لها: قد ازددتِ في عَيني حُسناً سَبعينَ ضعفاً، قالَ: فبينا هو كذلكَ لا يَرى أنَّ أحداً أُعطيَ مثلَ ما أُعطيَ إذ أقبلَ إليه رجلٌ عليهِ مِن النورِ ما لا يعلمُه إلا اللهُ، فإذا رآهُ أخذَ يسجدُ له، فيقولُ له: ما شأنُكَ؟ فيقولُ: أليسَ أنتَ ربِّي ذو الجَلالِ؟ فيقولُ:

الصفحة 551