كتاب ففروا إلى الله - القلموني

مطلوبة أكثر من أن تكون طالبة، فهي مهما استشعرت إلحاحًا غريزيًّا في كيانها تظل ميالة - بدافع من عوامل نفسية أصيلة لديها - إلى أن تتحصن بمركز الانتظار والاستعلاء، وأن تفرض على الرجل ظروفًا وأسبابًا تجعله يلح في طلبها والسعي وراءها، وبذلك تكون المرأة فتنة للرجل أكثر من أن يكون الرجل فتنة للمرأة.
وقد قرر رسول اللَّه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تلك الحقيقة باختصار في قوله: «ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء». متفق عليه.
وإذ قد فرغنا من إيضاح هذه الحقيقة، فلتعلمي أن أمر هذه الفتنة التي ابتلي بها الرجل - تشديدًا وتهوينًا - عائد عليك. فالمرأة تستطيع إذا شاءت أن تجعل من شأن نفسها بلاء صاعقًا للرجل، لا يكاد يجد سبيلاً للنجاة منه.
وتستطيع أن تجعل من شأن نفسها عونًا على السير في طريق السلامة والنجاة.
ومن هنا كان أخطر الوظائف الإسلامية التي كلف اللَّه بها المرأة، أن تغمد سلاح فتنتها أمام الرجال ما استطاعت إلى ذلك سبيلاً، حتى لا يقعوا في رهق من أمر هذا البلاء أو الامتحان.
وقد تم الإجماع على أن المرأة لا تحرز رضا اللَّه تعالى عنها بعمل من الأعمال الصالحة، كما تحرزه بالسعي في سبيل يعين الرجل على الاستقامة الخلقية وضبط نوازعه الشهوانية، ولا تتسبب لغضب اللَّه تعالى عليها بعمل من الأعمال المحرمة كما تتسبب إلى ذلك بالسعي في سبيل أن تثير في الرجل نوازعه الشهوانية وتقصيه عن أسباب الاستقامة والعفة الخلقية.
وما كان أكثر أهل النار النساء - بإخبار النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في الحديث الصحيح، إلا جملة عوامل، من أهمها: أنهن لا يتقين اللَّه تعالى في هذه الوظيفة الخطيرة التي ناطها اللَّه تعالى بهن ... انتهى.

ثالثًا: أقوال لا رصيد لها:
ثم ذكر فضيلة الشيخ محمد سعيد البوطي في كتابه - السالف ذكره - «إلى كل فتاة تؤمن باللَّه» شبهًا يحتج بها الشيطان بنوعيه، وزخرف القول غرورًا أمام المرأة المؤمنة، حتى يصدها عن سبيل اللَّه، ويمنعها من ارتداء ما أمرها اللَّه به،
فقال أثابه اللَّه تحت عنوان: أقوال لا رصيد لها (¬1) ما مختصره (¬2):
¬_________
(¬1) اكتفيت فقط باختصار جانب الرد على تلك الشبه. (قل).
(¬2) لم أختصر كثيرًا في هذه النقطة. (قل).

الصفحة 58