كتاب فيض القدير (اسم الجزء: 2)

1255 - (أفضل الرقاب) أي للعتق (أغلاها ثمنا) بغين معجمة عند الجمهور وروي بمهملة أيضا ومعناها متقارب. قال النووي: هذا فيمن يعتق واحدة فلو أراد الشراء بألف للعتق فالعدد أولى وفارق السمينة في الأضحية: بأن القصد هنا فك الرقاب وثم طيب اللحم اه. قال ابن حجر: ويظهر اختلافه باختلاف الأشخاص والضابط أن الأفضل أيهما أكثر نفعا قل أو كثر وأخذ منه مالك ندب عتق كافرة هي أغلى ثمنا من مسلمة قلنا قد قيد في حديث آخر بالمسلمة (وأنفسها) بفتح الفاء أحبها وأكرمها (عند أهلها) أي ما اغتباطهم به أشد فإن عتق مثله إنما يقع غالبا خالصا {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون} وفيه أن من حق المتقرب إلى ربه أن يتفوق في اختيار ما يتقرب به بأن يكون بريئا من العيب يونق الناظرين وأن يتغالى بثمنه فقد ضحى عمر بنجيبة بثلاث مئة دينار
(حم ق ن هـ عن أبي ذر) الغفاري قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أي الرقاب افضل؟ قال أغلاها ثمنا وأنفسها عند أهلها. قلت فإن لم أفعل؟ قال: تعين صانعا أو تصنع لآخر قلت فإن لم أفعل قال فدع الناس من الشر فإنها صدقة تصدق بها على نفسك اه (حم طب عن أبي أمامة) الباهلي. قال الهيثمي: رجال أحمد ثقات
1256 - (أفضل الساعات) أي ساعات التهجد والدعاء فيه (جوف الليل الآخر) روي بالنصب على الظرف أي الدعاء جوف الليل: أي ثلثه الآخر وهو الجزء الخامس من أسداس الليل كما في النهاية وفي القاموس: جوف الليل الآخر ثلثه الأخير ولو حذف ذكر الآخر لكان جوف الليل وسطه وليس مرادا. قال بعض العارفين: فيناجي المصلي ربه في تلك الساعة بما يعطيه عالم الغيب والشهادة والعقل والفكر من الأدلة والبراهين عليه سبحانه وهو خصوص دلالة بخصوص معرفة يعرفها أهل الليل وهي صلاة المحبين من أهل الأسرار وغوامض العلوم المكتنفين بالحجب فيعطيهم من العلوم ما يليق بهذا الوقت وفي هذا العالم وهو وقت معارج الأنبياء والرسل والأرواح البشرية لرؤية الآيات الإلهية والتقريب الروحاني وهو وقت نزول الحق تقدس من مقام الاستواء إلى السماء الأقرب إلينا للمستغفرين والتائبين والسائلين والداعين فهو وقت شريف وخرج بالليل النهار فأفضل ساعاته للتعبد فيه أوله
(طب عن عمرو بن عنبسة) بموحدة ومهملتين مفتوحتين قديم الإسلام محقق الصحبة أبي نجيح السلمي يقال أسلم بعد أبي بكر وبلال وكان يقال هو ربع الإسلام سكن المدينة ثم نزل الشام
1257 - (أفضل الشهداء من سفك دمه) أي أسيل دمه وأهلك في أول دفعة أي قطرة من الدم (وعقر جواده) أي جرح فرسه وضربت قوائمه بالسيف وفي الصحاح: عقر الفرس بالسيف فانعقر: أي ضرب قوائمه. وقال الزمخشري: تقول إن بني فلان عقروا مراعي القوم إذا قطعوها وأفسدوها والجواد الفرس الجيد. قال الزمخشري: تقول فرس جواد من خيل جياد وأجاد فلان صار له فرس جواد والمراد أنه عقر جواده ثم استشهدا وقتلا معا فيكون له أجر نفسه وجواده وأما إن قتل ثم عقر جواده فإنما يكون له أجر نفسه وأما أجر جواده فلوارثه فلذلك كان الأول أفضل وتمسك به من فضل شهيد البر على شهيد البحر وعكسه البعض تمسكا بخير: من لم يدرك الغزو معنا -[36]- فليغزو في البحر فإن غزوة في البحر أفضل من غزوتين في البر
(طب عن أبي أمامة) رمز المصنف لحسنه ورواه ابن حبان عن أبي ذر بلفظ: أفضل الجهاد من عقر جواده وأهرق دمه وله شواهد ترقيه إلى الصحة

الصفحة 35