8136 - (مثل الذي يعتق) زاد في رواية ويتصدق (عند الموت) أي عند احتضاره (كمثل الذي يهدى إذا شبع) لأن أفضل الصدقة إنما هي عند الطمع والدنيا والحرص على المال فيكون مؤثرا لآخرته على دنياه صادرا فعله عن قلب سليم ونية مخلصة فإذا أخر فعل ذلك حتى حضره الموت كان استئثارا دون الورثة وتقديما لنفسه في وقت لا ينتفع به في دنياه فينقص حظه وإن كان الله قد أعطاه له فشبه ترك تأخير الصدقة عن أوانه ثم تداركه في غير أوانه بمن تفرد بالأكل واستأثر لنفسه ثم إذا شبع يؤثر به غيره وإنما يحمد إذا كان عن إيثار {ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة} وما أحسن موقع يهدي في هذا المقام لدلالته على الاستهزاء والسخرية
(حم ت) في الوصايا وحسنه (ن ك) في الوصايا (عن أبي الدرداء) قال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي وقال ابن حجر: إسناده حسن وصححه ابن حبان ورواه البيهقي بزيادة الصدقة فقال: مثل الذي يتصدق عند موته أو يعتق كالذي يهدي إذا شبع
8138 - (مثل الذي يتعلم العلم في صغره كالنقش على الحجر ومثل الذي يتعلم العلم في كبره كالذي يكتب على الماء) لأنه في الصغر خال عن الشواغل وما صادف قلبا خاليا تمكن فيه
أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى. . . فصادف قلبا خاليا فتمكنا
ونظمه نفطويه فقال:
أراني أنسى ما تعلمت في الكبر. . . ولست بناس ما تعلمت في الصغر
ومالعلم إلا بالتعلم في الصبا. . . وما الحلم إلا بالتحلم في الكبر
ولو فلق القلب المعلم في الصبا. . . لألقي فيه العلم كالنقش في الحجر
وما العلم بعد الشيب إلا تعسف. . . إذا كل قلب المرء السمع والبصر
وهذا غالبي فقد تفقه القفال والقدوري بعد الشيب ففاقوا الشباب
(طب عن أبي الدرداء) قال المصنف في الدرر: سنده ضعيف وقال الهيثمي: فيه مروان بن سالم الشامي ضعفه الشيخان وأبو حاتم ورواه العسكري أيضا بلفظ " مثل الذي يتعلم في صغره كالرسم على الصخرة والذي يتعلم في الكبر كالذي يكتب على الماء "