كتاب فيض القدير (اسم الجزء: 6)

8260 - (من كنوز البر كتمان المصائب والأمراض والصدقة (1)) فإظهار المصيبة والتحدث بها قادح في الصبر مفوت للأجر وكتمانها رأس الصبر وقد شكى الأحنف إلى عمه وجع ضرسه وكدره فقال: لقد ذهبت عيني منذ أربعين سنة فما شكوتها لأحد أخبر المصطفى صلى الله عليه وسلم أن كتمان هذه الثلاثة كنز يدخر لصاحبه يوم فاقته لا يطلع على ثوابه ملك ولا يدفع إلى خصمائه بل يعوضهم الله من باقي أعماله أو خزائن فضله ليبقى له كنزه وذلك لأنه لصفاء توحيده كتم مصائبه وأمراضه ومهماته عن الخلق صبرا ورضا عن ربه وحياءا منه أن يشكو أو يستعين بأحد من بريته
(حل) وكذا البيهقي كلاهما من حديث زافر بن سليمان عن عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع. (عن ابن عمر) بن الخطاب ثم قال أبو نعيم: تفرد به زافر بن عبد العزيز اه. وزافر بن سليمان قال الذهبي: قال ابن عدي: أعل حديثه وعبد العزيز بن أبي رواد قال ابن حبان: يروى عن نافع عن ابن عمر نسخة موضوعة قال ابن الجوزي: حديث موضوع
_________
(1) أي المفروضة وهذا التقييد خلاف ما عليه الشافعية وعبارتهم ودفع صدقة التطوع سرا وفي رمضان ولنحو قريب كزوج وصديق فجار أقرب فأقرب أفضل وأما الزكاة فإظهارها أفضل في المال الظاهر وهو ماشية وزرع وثمر ومعدن أما الباطن وهو نقد وعرض وركاز فإخفاء زكاته أفضل واستثنى ابن عبد السلام وغيره من أولوية صدقة السر ما لو كان المتصدق ممن يقتدى به فإظهارها أولى
8261 - (من موجبات المغفرة إطعام المسلم السغبان) أي الجيعان وقيل لا يكون السغب إلا مع التعب ذكره ابن الأثير
(ك) في التفسير من حديث طلحة بن عمرو (عن جابر) بن عبد الله. قال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي بأن طلحة واه فالصحة من أين؟
8262 - (منا) أهل البيت (الذي) أي الرجل الذي (يصلي عيسى ابن مريم) روح الله عند نزوله من السماء في آخر الزمان عند ظهور الدجال (خلفه) فإنه ينزل عند صلاة الصبح على المنارة البيضاء شرقي دمشق فيجد الإمام المهدي يريد الصلاة فيحسن به فيتأخر ليتقدم فيقدمه عيسى عليه السلام ويصلي خلفه فأعظم به فضلا وشرفا لهذه الأمة ولا ينافي ما ذكر في هذا الحديث ما اقتضاه بعض الآثار من أن عيسى هو الإمام بالمهدي وجزم به السعد التفتازاني وعلله بأفضليته لإمكان الجمع بأن عيسى يقتدي بالمهدي أولا ليظهر أنه نزل تابعا لنبينا حاكما بشرعه ثم بعد ذلك يقتدي المهدي به على أصل القاعدة من اقتداء المفضول بالفاضل
(أبو نعيم في كتاب) أخبار (المهدي عن أبي سعيد) -[18]- الخدري وفيه ضعف

الصفحة 17