كتاب فيض القدير (اسم الجزء: 6)

9277 - (نعم سلاح المؤمن: الصبر والدعاء) أي الطلب من الله تعالى والصبر: القوة على مقاومة الآلام والأهوال وغيرها فهو شامل للصبر على كل شدة ومصيبة فليتخذ عدة فهو من أشرف العدد وليقرع به باب المهمات فإنه مفتاح الفرج ومن لج ولج ومن جد وجد ولكل شيء جوهر وجوهر الإنسان العقل وجوهر العقل الصبر. قال بعضهم: وجميع المراتب العلية والمراقي السنية الدينية والدنيوية إنما تنال بالصبر
(فر عن ابن عباس) وفيه من لم أعرفه
9278 - (نعمت) وفي رواية: نعم (الأضحية: الجذع من الضأن) وهو ما أكمل سنة ودخل في الثانية فالأضحية به مجزئة محبوبة بخلاف الجذع من المعز فلا تجزئ التضحية به عند الأئمة الربعة. وحكى عياض الإجماع عليه وشذ ابن حزم
(ت عن أبي هريرة) من حديث أبي كياش قال أبو كياش: جلبت غنما جذعانا إلى المدينة فكسدت علي فلقيت أبا هريرة فسألته: فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول فذكره فانتهبه الناس كذا رواه الترمذي ثم استغربه ونقل عن البخاري أن الراجح وقفه قال الحافظ العراقي: وحكى القرطبي عن الترمذي أنه حسن وليس كذلك قال ابن حجر في الفتح: وفي سنده ضعف وفي الباب جابر وعقبة وغيرهما
9279 - (نعلان) ألبسهما و (أجاهد فيهما خير من أن أعتق ولد الزنا) أي العامل بعمل أبويه المصر على ذلك العاهر العاجز المتظاهر المتمرد على الله المبارز لمولاه أما غيره فحديث آخر
(حم هـ ك عن ميمونة بنت سعد) أو سعيد الصحابية وفيه زيد بن جبير قال الذهبي: أبو زيد الضبي عن ميمونة بنت سعد لا يعرف وخبره لا يصح
9280 - (نعمتان) تثنية نعمة وهي الحالة الحسنة أو النفع المفعول على وجه الإحسان للغير. وزاد في رواية " من نعم الله " (مغبون فيهما) بالسكون والتحريك قال الجوهري: في البيع بالسكون وفي الراوي بالتحريك فيصح كل في الخبر. إذ من لا يستعملهما فيما ينبغي فقد غبن ولم يحمد رأيه (كثير من الناس: الصحة والفراغ) من الشواغل الدنيوية المانعة للعبد عن الاشتغال بالأمور الآخروية فلا ينافي الحديث المار: إن الله يحب العبد المحترف لأنه في حرفة لا تمنع القيام بالطاعات. شبه المكلف بالتاجر والصحة والفراغ برأس المال لكونهما من أسباب الأرباح ومقدمات النجاح فمن عامل الله بامتثال أوامره ربح ومن عامل الشيطان باتباعه ضيع رأس ماله. والفراغ نعمة غبن فيها كثير من الناس. ونبه بكثير على أن الموفق لذلك قليل. وقال حكيم: الدنيا بحذافيرها في الأمن والسلامة. وفي منشور الحكم: من الفراغ تكون الصبوة ومن أمضى يومه في حق قضاه أو فرض أداه أو مجد أثله أو حمد حصله أو خير أسسه أو علم اقتبسه فقد عتق يومه وظلم نفسه. قال:
لقد هاج الفراغ عليك شغلا. . . وأسباب البلاء من الفراغ
(تخ) في الرقائق (ن هـ) في الزهد (عن ابن عباس) ورواه عنه النسائي أيضا واستدركه الحاكم فوهم
9281 - (نفس المؤمن) أي روحه (معلقة) بعد موته (بدينه) أي محبوسة عن مقامها الكريم الذي أعد لها أو عن -[289]- دخولها الجنة في زمرة الصالحين. وينصره ما في خبر آخر: تشكو إلى ربها الوحدة (حتى يقضى عنه) بالبناء للمفعول أو الفاعل وحينئذ فيحتمل أن يراد: يقضي المديون يوم الحساب دينه. ذكره الطيبي أو المراد أن سره معلق بدينه: أي مشغول لا يتفرغ بما أمر به حتى يقضيه أو المراد بالدين: دينا أدانه في فضول أو لمحرم وإنما يؤدي الله عمن ادان لجائز ونوى وفاءه. وفيه حث الإنسان على وفاء دينه قبل موته ليسلم من هذا الوعيد الشديد
(حم ت) في الجنائز (هـ) في الأحكام (ك) في البيع (عن أبي هريرة) قال الترمذي: حسن وقال الحاكم: صحيح وصححه ابن حبان أيضا ورواه عنه الشافعي وغيره

الصفحة 288