كتاب فيض القدير (اسم الجزء: 6)

-[290]- 9288 - (نهيت أن أمشي عريانا) أي نهاني الله تعالى عن المشي حال كوني عريانا من لباس يواري عورتي وهذا قبل أن ينزل عليه الوحي كما يصرح به السبب الآتي وصرح به الديلمي عن ابن عباس فنهى قبل النبوة عن المشي عريانا ثم نهى بعدها عن التعري مطلقا
(طب عن العباس) بن عبد المطلب قال: كنا ننقل الحجارة إلى البيت حين كانت قريش تبنيه فانفردت قريش رجلان رجلان ينقلان الحجارة فكنت أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم ننقل الحجارة على رقابنا وأزرنا تحت الحجارة فإذا غشينا للناس اتزرنا فبينما أنا أمشي وهو أمامي ليس عليه إزار فخر فألقيت حجري وجئت أسعى فإذا هو ينظر إلى السماء فوقه قلت ما شأنك؟ فقام فأخذ إزاره وقال نهيت إلخ فكنت أكتمها مخافة أن يقولوا مجنون حتى أظهر الله نبوته قال الهيثمي: فيه قيس بن الربيع ضعفه جمع ووثقه شعبة وغيره اه. وفيه أيضا سماك بن حرب أورده في الضعفاء وقال: ثقة كان شعبة يضعفه وقال ابن حجر: وقيل أبي حراش في حديثه لين وهذا الحديث رواه بنحوه الطبراني أيضا والحاكم من حديث أبي الطفيل وفيه: بينما هو يحمل الحجارة من أجياد لبناء الكعبة وعليه نمرة فضاقت عليه فذهب يضعها على عاتقه فبدت عورته من صغرها فنودي: يا محمد خمر عورتك فلم ير عورته عريانا بعد ذلك فكان بين ذلك وبين البعث خمس سنين
9289 - (نهيت عن المصلين) قاله مرتين وفي رواية البزار: عن ضرب المصلين وفي رواية: عن قتل المصلين
(طب) وكذا الدارقطني (عن أنس) بن مالك. قال الهيثمي: فيه عامر بن سنان وهو منكر الحديث اه لكن له شواهد اه
9290 - (نهينا عن الكلام في الصلاة) إلا بالقرآن والذكر والدعاء فمن تكلم بغير ذلك بطلت صلاته وعورض ذلك بما جاز في الأخبار الصحيحة من ندب الإتيان بالأذكار المعروفة المشهورة في الركوع والسجود بأنها قرآنا وقد نهى عن القرآن فيهما وأجيب بأن خصوصية لا أنه أمر أمته بذلك أو دعاء
(طب عن ابن مسعود)
9291 - (نوروا منازلكم بالصلاة وقراءة القرآن) زاد الديلمي في رواية: فإنها صوامع المؤمنين وذلك لأن القلب كالمرآة وآثار الصلاة والقرآن تزيده إشرافا ونورا وضياء حتى تتلألأ فيه جلية الحق وينكشف منه حقيقة الأمر المطلوب في الدين وبذلك تحصل الطمأنينة واليقين {ألا بذكر الله تطمئن القلوب}
(هب) من حديث كثير (عن أنس) بن مالك وكثير هذا: قال ابن حبان: هو ابن عبد الله يروي عن أنس ويضع عليه وقال أبو حاتم: لا يروى عن أنس حديثا له أصل وقال أبو زرعة: واهي الحديث
9292 - (نوروا بالفجر) أي صلوا صلاة الصبح إذا استنار الأفق كثيرا (فإنه) أي التنوير به (أعظم للأجر) ظاهره أن هذا هو الحديث بكماله والأمر بخلافه بل بقيته عند مخرجه الطبراني: نؤر يا بلال بالفجر قدر ما يبصر القوم مواقع نبلهم اه بنصه
(سمويه عن رافع بن خديج) رمز المصنف لحسنه وليس كما ظن ففيه إدريس بن جعفر العطار قال الذهبي في الضعفاء: قال الدارقطني: متروك ويزيد بن عياض قال النسائي وغيره: متروك
9293 - (نوم الصائم عبادة وصمته) وفي رواية: ونفسه (تسبيح) أي بمنزلة التسبيح (وعمله مضاعف) والحسنة بعشرة إلى -[291]- ما فوقها (ودعاؤه مستجاب وذنبه مغفور) أي ذنوبه الصغائر ما اجتنبت الكبائر كما تقدم في خبر الصلوات الخمس
(هب عن عبد الله بن أبي أوفى) الأسلمي وقضية صنيع المصنف أن مخرجه البيهقي خرجه وأقره والأمر بخلافه بل إنما ذكره مقرونا ببيان عليه فقال عقبه: معروف بن حسان أي أحد رجاله ضعيف وسليمان بن عمر النخعي أضعف منه اه. وقال الحافظ العراقي: فيه سليمان النخعي أحد الكذابين اه وأقول: فيه أيضا عبد الملك بن عمير أورده الذهبي في الضعفاء وقال أحمد: مضطرب الحديث وقال ابن معين: مختلط وقال أبو حاتم: ليس بحافظ وعجب من المصنف كيف يعزو الحديث إلى مخرجه ويحذف من كلامه ما أعله به؟ وأعجب منه أن له طريقا خالية عن كذاب أورده الزين العراقي في أماليه من حديث ابن عمر فأهمل تلك وآثره هذه مقتصرا عليها

الصفحة 290