كتاب الفقيه والمتفقه - الخطيب البغدادي (اسم الجزء: 2)
أنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ الْحِيرِيُّ , نا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ , أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ , أنا الشَّافِعِيُّ , قَالَ: أنا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ , عَنِ ابْنِ جَرِيحٍ , عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ , عَنْ أَبِيهِ: أَنْ يَحْيَى بْنَ حَاطِبٍ , حَدَّثَهُ , قَالَ: تُوُفِّيَ حَاطِبٌ فَأَعْتَقَ مُنْ صَلَّى مِنْ رَقِيقِهِ وَصَامَ , وَكَانَتْ لَهُ أَمَةٌ نُوبِيَّةٌ قَدْ صَلَّتْ وَصَامَتْ , وَهِيَ أَعْجَمِيَّةٌ لَمْ تَفْقَهْ , فَلَمْ يَرُعْهُ إِلَّا بِحَبَلِهَا , وَكَانَتْ ثَيِّبًا , فَذَهَبَ إِلَى عُمَرَ فَحَدَّثَهُ , فَقَالَ عُمَرُ: «لَأَنْتَ الرَّجُلُ لَا تَأْتِي بِخَيْرٍ» , فَأَفْزَعَهُ ذَلِكَ , فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا عُمَرُ , فَقَالَ: «أَحَبِلْتِ؟» فَقَالَتْ: نَعَمْ , مِنْ مَرْغُوسٍ بِدِرْهَمَيْنَ , فَإِذَا هِيَ تَسْتَهِلُّ بِذَلِكَ لَا تَكْتُمُهُ , قَالَ: وَصَادَفَ عَلِيًّا وَعُثْمَانَ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ , فَقَالَ: «أَشِيرُوا عَلَيَّ» , قَالَ: وَكَانَ عُثْمَانُ جَالِسًا فَاضْطَجَعَ , فَقَالَ: عَلِيٌّ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ قَدْ وَقَعَ عَلَيْهَا الْحَدُّ , فَقَالَ: «أَشِرْ عَلَيَّ يَا عُثْمَانُ» , فَقَالَ: قَدْ أَشَارَ عَلَيْكَ أَخَوَاكَ , فَقَالَ: «أَشِرْ عَلَيَّ أَنْتَ» , فَقَالَ: أُرَاهَا تَسْتَهِلُّ بِهِ كَأَنَّهَا لَا تَعْلَمُهُ , وَلَيْسَ الْحَدُّ إِلَّا عَلَى مَنْ عَلِمَهُ فَجَلَدَهَا عُمَرُ مِائَةً وَغَرَّبَهَا عَامًا
أنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ , أنا جَدِّي , أنا أَبُو الدَّحْدَاحِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ التَّمِيمِيُّ , نا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْأَشْجَعِيُّ , نا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ , نا الْأَزْهَرُ بْنُ رَاشِدٍ , عَنْ أَبِي عَاصِمٍ التَّمَّارُ , قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ , يَقُولُ ⦗٣٩٣⦘: كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ , فَسُئِلَ عَنْ مَسْأَلَةٍ , فَالْتَفَتَ إِلَيَّ فِيهَا , فَقَالَ: «مَا تَقُولُ يَا سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ؟» فَقُلْتُ: أَنْتَ ابْنُ عَبَّاسٍ , وَإِنَّمَا جِئْتُ أَقْتَبِسُ مِنْكَ , فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: «إِذَا كَانَ لَكَ جَلِيسٌ فَسَلْهُ , فَإِنَّمَا هُوَ فَهْمٌ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ»
الصفحة 392