كتاب الفقيه والمتفقه - الخطيب البغدادي (اسم الجزء: 2)

أنا ابْنُ الْفَضْلِ , أنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ , أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ الصَّائِغُ , أَنَّ سَعِيدَ بْنَ مَنْصُورٍ , حَدَّثَهُمْ , قَالَ: نا حُدَيْجُ بْنُ مُعَاوِيَةَ , عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ , عَنْ سَعْدِ بْنِ إِيَاسٍ , عَنْ رَجُلٍ تَزَوَّجَ امْرَأَةً مِنْ بَنِي شَمْخٍ , ثُمَّ أَبْصَرَ أُمَّهَا فَأَعْجَبَتْهُ , فَذَهَبَ إِلَى ابْنِ مَسْعُودٍ , فَقَالَ: إِنِّي تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً فَلَمْ أَدْخُلْ بِهَا , ثُمَّ أَعْجَبَتْنِي أُمُّهَا , أَفَأُطَلِّقُ الْمَرْأَةَ؟ قَالَ: «نَعَمْ» فَطَلَّقَهَا , وَتَزَوَّجَ أُمَّهَا , فَأَتَى عَبْدُ اللَّهِ الْمَدِينَةَ فَسَأَلَ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالُوا: لَا يَصْلُحُ , ثُمَّ قَدِمَ فَأَتَى بَنِي شَمْخٍ , فَقَالَ: «أَيْنَ الرَّجُلُ الَّذِي تَزَوَّجَ أُمَّ الْمَرْأَةِ الَّتِي كَانَتْ عِنْدَهُ؟» قَالُوا: هَاهُنَا , قَالَ: " فَلْيُفَارِقْهَا، قَالُوا: كَيْفَ وَقَدْ نَثَرَتْ لَهُ بَطْنَهَا؟ قَالَ: وَإِنْ كَانَتْ فَعَلَتْ فَلْيُفَارِقْهَا، فَإِنَّهَا حَرَامٌ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ "
وأنا ابْنُ الْفَضْلِ , أنا ابْنُ دَرَسْتُوَيْهِ , حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ , نا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي السَّرِيِّ , نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ , أنا الثَّوْرِيُّ , عَنْ أَبِي فَرْوَةَ , عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ , عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ: أَنَّ رَجُلًا , مِنْ بَنِي شَمْخٍ مِنْ فَزَارَةَ تَزَوَّجَ امْرَأَةً ثُمَّ رَأَى أُمَّهَا فَأَعْجَبَتْهُ , فَاسْتَفْتَى ابْنَ مَسْعُودٍ عَنْ ذَلِكَ , فَأَمَرَهُ أَنْ يُفَارِقَهَا وَيَتَزَوَّجَ أُمَّهَا , فَتَزَوَّجَهَا فَوَلَدَتْ لَهُ أَوْلَادًا , ثُمَّ أَتَى ابْنُ مَسْعُودٍ الْمَدِينَةَ , فَسَأَلَ عَنْ ذَلِكَ , فَأُخْبِرَ أَنَّهَا لَا تَحِلُّ , فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى الْكُوفَةِ , قَالَ لِلرَّجُلِ: «إِنَّهَا عَلَيْكَ حَرَامٌ , إِنَّهَا لَا تَنْبَغِي لَكَ , فَفَارَقَهَا» ⦗٤٢٦⦘ قُلْتُ: لَعَلَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ تَأَوَّلَ فِي فَتْوَاهُ قَوْلَ اللَّهِ تَعَالَى: {فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ} [النساء: ٢٣] أَنَّ الِاسْتِثْنَاءَ رَاجِعٌ إِلَى أُمَّهَاتِ النِّسَاءِ وَإِلَى الرَّبَائِبِ جَمِيعًا , وَاللَّهُ أَعْلَمُ

الصفحة 425