كتاب الفقيه والمتفقه - الخطيب البغدادي (اسم الجزء: 2)

مُوسَى بِأَخِيهِ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ حَيْثُ تَقُولُ: {وَأَخِي هَارُونَ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِي رِدْءًا يُصَدِّقُنِي} [القصص: ٣٤] وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي يَفْقَهُوا قُولِي} [طه: ٢٨]
أنا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْجَازِرِيُّ , نا الْقَاضِي أَبُو الْفَرَجِ الْمَعَافَى بْنُ زَكَرِيَّا الْجُرَيْرِيُّ إِمْلَاءً , نا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الصُّولِيُّ , نا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ , نا الْمَازِنِيُّ , قَالَ: سَمِعَ أَبُو عَمْرٍو أَبَا حَنِيفَةَ , يَتَكَلَّمُ فِي الْفِقْهِ وَيَلْحَنُ , فَأَعْجَبَهُ كَلَامُهُ وَاسْتَقْبَحَ لَحْنَهُ , فَقَالَ: «إِنَّهُ لَخِطَابٌ لَوْ سَاعَدَهُ صَوَابٌ» ثُمَّ قَالَ لِأَبِي حَنِيفَةَ: «إِنَّكَ أَحْوَجُ إِلَى إِصْلَاحِ لِسَانِكَ مِنْ جَمِيعِ النَّاسِ»
قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ الْقَطَّانِ , عَنْ أَبِي بَكْرٍ: مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ زِيَادٍ النَّقَّاشِ , قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ , بِطَبَرِسْتَانَ , نا أَبُو حَاتِمٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ , قَالَ: " مَا هِبْتُ عَالِمًا قَطُّ مَا هِبْتُ مَالِكًا , حَتَّى لَحَنَ , فَذَهَبَتْ هَيْبَتُهُ مِنْ قَلْبِي , وَذَلِكَ أَنَّنِي سَمِعْتُهُ , يَقُولُ: مُطِرْنَا مَطَرًا , وَأَيُّ مَطَرًا , فَقُلْتُ لَهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ: كَيْفَ لَوْ قَدْ رَأَيْتَ رَبِيعَةَ بْنَ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟ كُنَّا إِذَا قُلْنَا لَهُ " كَيْفَ أَصْبَحْتَ؟ يَقُولُ: بِخَيْرًا بِخَيْرًا وَإِذَا مَالِكٌ قَدْ جَعَلَ لِنَفْسِهِ قُدْوَةً يُقْتَدَى بِهِ فِي اللَّحْنِ , ثُمَّ رَأَيْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِدْرِيسَ فِي وَقْتِ

الصفحة 55