كتاب شرح الفارضي على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 1)

فهي زائدة في (اليزيد).
أَو الداخلة للمح الصفة، كقولهم في عباس وحارث علَمَين: (العباس والحارث) فهذه إِنما دلت عَلَى شيء كان موجودًا قبلها وهو صفة التعبيس والحرث.
بخلاف "أل" المعرفة فإنها دلت عَلَى التعريف، وقد كان معدومًا.
* والثاني:
* هو الَّذي يقع موقع ما يقبل "أل": كـ "جاءني ذو مال"، فـ "ذو" نكرة؛ لأنها وقعت موقع ما يقبل "أل" وهو صاحب، والوصف به أشرف من الوصف بصاحب كما سيأتي في الإضافة.
* وَكذَا: "مَن، وما" في نحو: (مررت بمن معجب لك وما معجب لك)، فـ "من، وما" نكرتان أيضًا، لأَنَّ "مَن" وقعت موقع إِنسان، و"ما"
---------------
أبرد، وهو شاعر مقدم من مخضرمي شعراء الدولتين وهو من قصيدة يمدح بها الوليد بن اليزيد بن عبد الملك بن مروان. وهو من الطويل.
وعجزه:
.................... ... شَديدًا بِأَعْبَاءِ الخِلَافَةِ كَاهِلُهْ
اللغة: رأيت بمعنى أبصرت، ويجوز أن تكون بمعنى علمت، الوليد: هو الوليد بن اليزيد بن عبد الملك بن مروان، أعباء جمع عبء -بكسر العين- أثقال، والمراد أمور الخلافة الشاقة.
المعنى: أبصرت هذا الرجل في حال كونه مباركًا شديدًا كاهله، يتحمل أمور الخلافة الشديدة، شبهه بالجمل الحمول، وشبه الخلافة بالقتب، وأراد: أنه يحمل أمور الخلافة الشديدة.
الإعراب: رأيتُ: بمعنى أبصرت فعل وفاعل. الوليدَ: مفعول به. بنَ: صفة. اليزيدِ: مضاف إليه. مباركًا: حال من المفعول، أو مفعول ثان إذا جعلت رأيت بمعنى علمت. شديدًا: معطوف على مباركا بإسقاط حرف العطف. بأعباءِ: جار ومجرور متعلق بقوله شديدا، وأعباء مضاف. الخلافةِ: مضاف إليه. كاهلُهْ: فاعل شديد؛ لأنه صفة مشبهة تعمل عمل الفعل، والهاء ضمير الوليد مضاف إليه.
وجملة (رأيت): استئنافية لا محل لها.
الشاهد: في الوليد واليزيد؛ حيث أدخل الشاعر فيهما الألف واللام لمحض الزيادة، وهي لا تؤثر تعريفًا ولا تنكيرًا؛ لأنها داخلة على العلَم.

الصفحة 153