كتاب شرح الفارضي على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 1)

وقعت موقع شيء، وكأنه قيل: (مررت بإنسان معجب لك، وشيء معجب لك).
* وَكذَا: اسم الفعل إِذا نونته؛ نحو: "صهٍ"؛ فإنه واقع موقع قولك: (سكوتًا).
* ونحو: "شمس وقمر" نكرة أيضًا؛ لأنه مقدر الشياع.
واختلف في: "مَن، وما" الاستفهاميتين:
فقيل: نكرتان، وصح الابتداء بهما في نحو: (من جاءك؟ وما الخبر؟)؛ لما فيهما من معنَى العموم؛ إِذ لم يقصد بهما معين.
ومحمد بن كيسان: معرفتان.
وأنكر النكرات: "شيء"، ثم "موجود"، ثم "محدث"، ثم "جسم"، ثم "نامي"، ثم "حيوان"، ثم "إِنسان"، ثم "بالغ"، ثم "ذكر"، ثم "رجل".
وقوله: (نكِرَةٌ) خبر، و (قَابِلُ "أَلْ" مُؤثِّرًا) مبتدأ، ويجوز العكس، والمسوغ التفصيل.
واللَّه الموفق
ص:
٥٣ - وَغَيْرُهُ مَعْرِفَةٌ كَهُمْ وَذِي ... وَهِنْدَ وَابْنيِ وَالْغُلَامِ وَالَّذِي (¬١)
---------------
(¬١) وغيره: غير: مبتدأ، وغير مضاف، والهاء العائد على النكرة مضاف إليه. معرفة: خبر المبتدأ. كهم: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر لمبتدأ محذوف، أي: وذلك كهم. وذي، وهند، وابني، والغلام، والذي: كلهن معطوفات على هم، وفي عبارة المصنف قلب، وكان حقه أن يقول: والمعرفة غير ذلك، لأن المعرفة هي المحدث عنها.
وهذه العبارة تنبئ عن انحصار الاسم في النكرة والمعرفة، وذلك هو الراجح عند علماء النحو، ومنهم قوم جعلوا الاسم على ثلاثة أقسام:
الأول: النكرة، وهو ما يقبل أل كرجل وكريم.
والثاني: المعرفة، وهو ما وضع ليستعمل في شيء بعينه كالضمير والعلم.
والثالث: اسم لا هو نكرة ولا هو معرفة، وهو ما لا تنوين فيه ولا يقبل أل كمَن وما، وهذا ليس بسديد.

الصفحة 154