كتاب شرح الفارضي على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 1)

والكاف من "أكرمك".
واليا والها من "سليه، واضربيه".
خلافًا لابن الأنباري وجماعة، فأجازوا في الاختيار الأول (¬١).
وأولاه والمعتمد: أنه لَا يجوز إِلَّا في الضرورة؛ كقولِهِ:
وَمَا عَلَيْنَا إِذَا مَا كُنْتِ جَارَتَنَا ... أَنْ لَا يُجَاوِرَنَا إِلَّاكِ دَيَّارُ (¬٢)
وأنكره المبرد، وأنشد: "سواك"، ويدخله الخبن (¬٣).
---------------
(¬١) وهو وقوعه بعد "إلا" انظر شرح ابن عقيل على الألفية (١/ ٨٩).
(¬٢) التخريج: ذكره من شراح الألفية: ابن الناظم ص ٢٢، وابن عقيل ١/ ٤٧، والشاطبي، والأشموني ١/ ٤٨، والسيوطي ص ١٤، والمكودي ص ١٥ وابن هشام ١/ ٦١، وأيضا ذكره في المغني ٢/ ٧٨، والسيوطي في الهمع ١/ ٥٧، وابن يعيش في المفصل ٣/ ١٠١، والشاهد رقم ٢٨٣، في خزانة الأدب والخصائص ١/ ٣٠٧، ٢/ ١٩٥.
قال العيني ١/ ٢٥٣ في شرح الشواهد: هذا البيت أنشده الفراء ولم ينسبه إلى أحد، وبحثت فلم أعثر على قائله. وهو من البسيط.
الشرح: وما نبالي: وما نكترث ولا نهتم، وأكثر ما يستعمل هذا بعد النفي. إلاك أي: إلا إياك. ديار: ساكن ومجاور.
المعنى: إذا كنت أيتها المحبوبة جارتنا .. لا نبالي ألا يجاورنا أحد غيرك؛ ففيك الكفاية، وأنت المطلوبة؛ فإذا حصلت فلا التفات إلى غيرك.
الإعراب: ما: نافية. نبالي: فعل مضارع، فاعله ضمير مستتر فيه. إذا: ظرفية شرطية. ما: زائدة. كنتِ: فعل ماض ناقص والتاء ضمير المخاطبة اسمه. جارتَنا: خبر كان، والضمير مضاف إليه. أنْ: مصدرية ناصبة. لا: نافية. يجاورَنا: مضارع منصوب بأن، والضمير في محل نصب مفعول به ليجاور، وأن وما دخلت عليه في تأويل مصدر مفعول به لنبالي. إلاك: إلا: استثنائية، والكاف مستثنى تقدم على المستثنى منه. ديَّارُ: فاعل يجاور وهو المستثنى منه.
وجملة (ما نبالي): استئنافية لا محل لها. وجملة (كنت جارتنا): فعل الشرط غير الجازم في محل جر.
الشاهد: قوله: إلاك؛ فإنه أتى بالضمير المتصل بعد (إلا) ضرورة، وكان القياس أن يقول: إلا إياك بالضمير المنفصل.
(¬٣) الخبن: هو حذف الثاني الساكن في (مستفعلن)، فتحذف السين فتصبح متَفعلن، أي بعد أن كانت التفعيلة مكونة من سببين خفيفين ووتد مجموع: تصبح مكونة من وتدين مجموعين.

الصفحة 158