كتاب شرح الفارضي على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 1)

العامل: طالبًا لضمير آخر، مقدم، غير مرفوع، والعامل غير ناسخ .. جاز الوجهان.
* والاتصال أرجح مع الفعل؛ كـ "سلنيه وأعطنيه"، ويجوز: "سلني إِياه" ونحوه.
فصدق عَلَى كل من (سأل وأعطَى) أنه: فعل، غير ناسخ، طالب لضميرين، أولهما أخص من الثاني في التعريف، وهو مقدم، غير مرفوع .. فجاز الوجهان في الثاني.
ومن الاتصال: {فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ}، {أَنُلْزِمُكُمُوهَا}.
ومن انفصال الضمير: قوله عليه الصلاة والسلام: "إِن اللَّه ملككم إِياهم"، ولم يقل: ملككهم.
* والانفصال أرجح مع الاسم غير الناسخ؛ نحو: "جئت لحبي إِياك".
وجاء الوصل في قولِهِ:
لَئِنْ كَانَ حُبُّكِ لِيْ كَاذِبًا ... فَقَدْ كَان حُبِّيْكِ حَقًّا يَقِيْنَا (¬١)
لم يقل في الثاني: "حبي إِياك".
فتقدُّمُ الأخصِّ: يُخرِجُ ما إِذا تأخر الأخص، فيجب انفصاله؛ نحو: (سله إِياي، وأعطه إِياي)، وسيأتي الكلام عليه.
وغيرُ مرفوعٍ: يُخرِج سألته، فلا يتصل الثاني؛ لأَنَّ الأول مرفوع.
---------------
(¬١) التخريج: البيت من شواهد: التصريح: ١/ ١٠٧، والأشموني "٤٩/ ١/ ٥٢"، وشرح العيني: ١/ ٢٨٣.
وهذا البيت ذكره أبو تمام في ديوان الحماسة من شعر اختاره ولم ينسبه إلى قائل معين.
المعنى: يخاطب الشاعر حبيبته قائلا: واللَّه إن كنت كاذبة في حبك لي، فإن محبتي لك صادقة لا شك فيها.
الإعراب: لئن: اللام موطئة للقسم، إن: شرطية جازمة. كان: فعل الشرط. حبك: اسم كان وهو مضاف إلى الكاف، من إضافة المصدر إلى فاعله. لي: جار ومجرور متعلقان بحبك. كاذبا: خبر كان لقد: اللام واقعة في جواب القسم. كان: فعل ماض ناقص. حبيك: اسم كان مرفوع، وعلامة رفعه الضمة على ما قبل الياء، والياء: مضاف إليه، وهي فاعل المصدر، والكاف: مفعول به للمصدر. حقا: خبر كان. يقينا: صفة، وجواب الشرط محذوف لدلالة جواب القسم عليه.
الشاهد: قوله: حبيك؛ حيث جاء الضمير الثاني (الكاف) متصلا، وذاك شائع مرجوح، ولو أتى به منفصلا، لقال: (حبي إياك)، وهو الأرجح؛ لأن العامل فيه المصدر وليس الفعل.

الصفحة 178