كتاب شرح الفارضي على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 1)

ولم يقل: (أخالك إِياه).
* والجمهور: الانفصال أولَى؛ لأنه خبر في الأصل، والخبر لَا حظ له في الاتصال.
ومن الفصل قولُهُ:
أَخِيْ حَسِبْتُكَ إِيَّاهُ وَقَدْ مُلِئَتْ ... ................ (¬١)
وقولِ الآخرِ:
لَئِنْ كَانَ إِيَّاهُ لَقَدْ حَالَ بَيْنَنَا ... ................ (¬٢)
---------------
(¬١) التخريج: الشاهد بتمامه:
أَخِي حَسبتُكَ إِيَّاهُ، وَقَد مُلِئَت ... أَرْجَاءُ صَدْرِكَ بِالأضْغَانِ والإِحَنِ
هو من شواهد: التصريح: ١/ ١٠٧، والأشموني "٥٤/ ١/ ٥٣"، وشرح شواهد العيني: ١/ ٢٧٦.
المفردات الغريبة: حسبتك إياه: ظننت أنك أخي. أرجاء: نواحِ، جمع رجا، كعصا، وهو الناحية. الأضغان: الأحقاد، جمع ضغن، وهو الحقد. الإحن: جمع إحنة، وهي الحقد أيضًا. فالعطف للتفسير والترادف.
المعنى: يصور الشاعر خيبة أمله بمن اتخذه أخًا، وهو يظن بأنه سيشد من أزره، ويدفع عنه عوادي الدهر، ولكنه تكشف عن صدرٍ ملؤه الأحقاد والضغائن عليه.
الإعراب: أخي: مبتدأ، والياء: ضمير مضاف إليه. حسبتك: فعل مضارع وفاعل ومفعول أول. إياه: مفعول ثانٍ. وقد: الواو حالية، قد: حرف تحقيق. ملئت: فعل ماضٍ مبني للمجهول، والتاء: للتأنيث. أرجاء: نائب فاعل مرفوع. صدرك: مضاف إليه. بالأضغان: جار ومجرور متعلقان بملئت. والإحن: حرف عطف واسم معطوف على الأضغان مجرور مثله.
جملة (حسبتك): خبر المبتدأ أخي. وجملة (ملئت أرجاء صدرك): حالية في محل نصب.
الشاهد: قوله: حسبتك إياه؛ حيث جاء بالضمير (إياه) منفصلا، وهو مفعول به ثانٍ لفعل ناسخ، وهو (حسب)، وحكم هذا الفصل الرجحان عند الجمهور.
(¬٢) التخريج: البيت لعمر بن أبي ربيعة في ديوانه ص ٩٤، وتخليص الشواهد ص ٩٣، وخزانة الأدب ٥/ ٣١٢، ٣١٣، وشرح التصريح ١/ ١٠٨، والمقاصد النحويِّة ١/ ٣١٤، وبلا نسبة في شرح الأشموني ١/ ٥٣، والمقرب ١/ ٩٥.
اللغة: حال: تغير. عن العهد: عمّا كنّا عليه سابقًا.

الصفحة 180