كتاب شرح الفارضي على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 1)
وأَجازَ الفراء رحمه اللَّه: (ليتني، و: ليتي).
* وأما لعل: فهي عكس "ليت"؛ فمن تجردها من النون في القرآن العظيم: {لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ}، {لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ}.
وثبتت معها في قولِ الشَّاعرِ:
فَقُلْتُ أَعِيرَانِيْ القَدُوْمَ لَعَلَّنِيْ ... ................ (¬١)
وهو عند بعضهم ضرورة، وإنما كانت عكس (ليت)؛ لأَنَّ لامها قَد تُبدَل نونًا، فيقال: "لعنّ" ولو لحقتها نون الوقاية في هذه الحالة .. لحصل استثقال بتوالي الأمثال.
* أما باقي أخوات ليت ولعل؛ فإن شئت حذفت منها النون أو لا.
وقال الفراء: المختار: الحذف، فتقول: "إِني وإنني، ولكني ولكنني".
وقد اجتمع الوجهان في قولِ الشَّاعرِ:
وَإِنِّيْ عَلَى لَيلَى لَزَارٍ وَإِنَّنِي ... ............... (¬٢)
---------------
(¬١) التخريج: البيت بلا نسبة في تخليص الشواهد ص ١٠٥؛ والدرر ١/ ٢١٢؛ وهمع الهوامع ١/ ٦٤.
اللغة: القدوم: آلة ينجر بها الخشب. أخط: أنحت. القبر: المراد به هنا: قراب السيف. أبيض ماجد: سيف صقيل.
الإعراب: فقلت: الفاء حسب ما قبلها، قلت: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك، والتاء فاعل. أعيراني: فعل أمر مبني على حذف النون، والألف ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل، والنون للوقاية لا محل له من الإعراب، والياء: ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به أول. القدوم: مفعول به ثان منصوب بالفتحة. لعلني: حرف مشبه بالفعل، والنون حرف للوقاية، والياء: ضمير متصل مبني في محل نصب اسم لعل. أخطُّ: فعل مضارع مرفوع بالضمة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنا. بها: جار ومجرور متعلقان بأخط. قبرًا: مفعول به منصوب. لأبيضَ: جار ومجرور بالفتحة عوضًا عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف، متعلقان بمحذوف صفة لقبرًا. ماجدِ: نعت مجرور.
وجملة (قلت): استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة (أعيراني): في محل نصب مقول القول. وجملة (لعلني): استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة (أخط) في محل رفع خبر لعل.
الشاهد: قوله: لعلني؛ حيث جاء بنون الوقاية مع لعلِ، وهذا قليل.
(¬٢) التخريج: هذا صدر بيت، وعجزه قوله: عَلى ذَاكَ فِيمَا بَيْنَنَا مُستَدِيمها