كتاب شرح الفارضي على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 1)
بالحركات؛ كعبد شمس، أَو بالحروف كأبي قحافة، وأن الجزء الثاني منصرف كشمس، وممنوع كقحافة.
وقوله: (ذَا) مرفوع المحل عَلَى الابتداء، والإشارة به إِلَى ما تركيبه مزجي، والشرط وجوابه: خبر المبتدأ، والتقدير: (هذا الَّذي ركب تركيبًا مزجيًا إِن تم بغير ويه؛ كمعدي كرب وحضرموت .. أعرب).
ويجوز أَن يكونَ قوله: (أعْرِبَا) خبر المبتدأ، والتقدير: (هذا أعرب إِن تم بغير ويه)، وأغنَى خبر المبتدأ عن جواب الشرط.
فائدة:
المحدِّثون يقولون: (سيبُويَه، ونفطُويَه) بضم الباء والطاء وفتح الياء التي بعد الواو، وتسكّن الواو حينئذ، فيحولون الكلمة عن موضوعها الأصلي؛ لاستبشاع صوت الندبة.
واللَّه الموفق
ص:
٧٩ - وَوَضَعُوَا لِبَعْضِ الْأَجنَاسِ عَلَمْ ... كَعَلَم الأَشْخَاصِ لَفظًا وَهْوَ عَمْ (¬١)
٨٠ - مِن ذاكَ: أمُّ عِرْيَطٍ لِلْعَقْرَبِ ... وَهكَذَا ثُعَالَةٌ لِلِثَّعْلَبِ (¬٢)
---------------
(¬١) ووضعوا الواو عاطفة، ووضع: فعل ماض، والواو ضمير الجماعة فاعل مبني على السكون في محل رفع. لبعض: جار ومجرور متعلق بوضعوا، وبعض مضاف، والأجناس: مضاف إليه. علم: مفعول به لوضعوا، وأصله منصوب منون، فوقف عليه بالسكون على لغة ربيعة. كعلم: جار ومجرور متعلق بمحذوف صفة لعَلَم، وليس حالًا منه لأنه نكرة، وصاحب الحال إنما يكون معرفة، وعلم مضاف. والأشخاص: مضاف إليه. لفظًا: تمييز لمعنى الكاف، أي: مثله من جهة اللفظ. وهو: ضمير منفصل مبتدأ. عم: يجوز أن يكون فعلًا ماضيًا، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو، يعود إلى الضمير العائد إلى علم الجنس، وعلى هذا تكون الجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر المبتدأ، ويجوز أن يكون (عم) أفعل تفضيل، وأصله: (أعم)، فسقطت همزته؛ لكثرة الاستعمال كما سقطت من خير وشر، ويكون أفعل التفضيل على غير بابه، وهو خبر عن الضمير الواقع مبتدأ.
(¬٢) من: حرف جر. ذاك: ذا: اسم إشارة مبني على السكون في محل جر بمن، والكاف حرف