كتاب شرح الفارضي على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 1)

إِذَا اسْوَدَّ جُنْحُ اللَّيْلِ فَلْتَأْتِ وَلْتَكُنْ ... خُطَاكَ خِفَافًا إِنَّ حُرَّاسَنَا أُسْدا (¬١)
والمصنف: أَن "سبعين": منصوب علَى الظّرف فِي محل رفع علَى أنه خبر (إنَّ)، و (قعر): اسمها، وهو مصدر؛ كما تقول: (إن السّفر غدًا).
والثّاني: علَى تقدير: (تحاكيان قادمةً).
والثّالث: علَى أَن: (تأكل) هو الخبر، و (خبة): حال مقدمة.
والرّابع: علَى تقدير: (ينتبهون أسدًا)؛ فهي حال مؤولة بمشتق.
وحكى يونس: (لعل أباك منطلقًا).
ولَا يمتنع تأويله؛ لكن حكى ابن السّيد: أَن نصب الجزأين لغة بعض العرب.
واللَّه الموفق
---------------
(¬١) التخريج: البيت لعمر بن أبي ربيعة في الجنى الدّاني ص ٣٩٤، والدّرر ٢/ ١٦٧، وشرح شواهد المغني ص ١٢٢، وهو بِلَا نسبة في خزانة الأدب ٤/ ١٦٧، ١٠/ ٢٤٢.
اللُّغة: جنح اللّيل: أوله، أو آخره. أُسدًا وأسودًا: جمع أسد.
المعنى: يتحدث على لسان محبوبته تخاطبه قائلة: إِذا حل اللّيل بظلامه الأسود .. فلتقدُم علينا في أوله أو آخره متيقظًا، متسللًا بحذر؛ لأن حراسنا شجعان كالأسود.
الإِعراب: إِذا: ظرف لما يستقبل من الزّمان، متضمن معنى الشّرط متعلق بجوابه. اسودَّ: فعل ماض مبني على الفتح. جنحُ: فاعل مرفوع بالضّمة. اللّيلِ: مضاف إِليه مجرور بالكسرة. فلتأت: الفاء: رابطة لجواب الشّرط، واللّام: لام الأمر تجزم الفعل المضارع، وتأت: فعل مضارع مجزوم بحذف حرف العلة في آخره، والفاعل: ضمير مستتر وجوبًا تقديره أنت. ولتكن: الواو: للعطف، واللّام: لام الأمر، وتكن: فعل مضارع ناقص مجزوم باللّام. خطاك: اسم تكن مرفوع بضمة مقدرة على الألف، والكاف: ضمير متصل في محل جر مضاف إِليه. خفافًا: خبر تكن منصوب بالفتحة. إِن: حرف مشبه بالفعل. حرَّاسنا: اسم إِن منصوب بالفتحة، ونا: ضمير متصل في محل جر بالإِضافة. أسدا: خبر إِن منصوب بالفتحة على رأي من ينصبون المبتدأ والخبر بها، وحال منصوبة عند من قدر الخبر فعلًا محذوفًا.
وجملة (اسود): في محل جر بالإِضافة. وجملة (فلتأت): لا محل لها جواب شرط غير جازم. وجملة (ولتكن): معطوفة عليها لا محل لها. وجملة (إِن حراسنا): استئنافية لا محل لها. وجملة (إِذا اسود فلتأت): ابتدائية لا محل لها.
الشَّاهد: قوله: (إِن حراسنا أسدا)؛ حيث نصب بإِنَّ المبتدأ والخبر في لغة كما قال.

الصفحة 521