كتاب شرح الفارضي على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 1)

وقيل: إن (عمرو) معطوف علَى الضّمير فِي (قائم)، فيكون فاعلًا.
والمعتمد: ما ذكر أوَّلًا؛ لأنَّ عمل الابتداء لا يبقَى بعد دخول النّاسخ، فالمحرز مفقود، وهو الابتداء الطّالب لعمل الرّفع فِي (زيد).
والمبرد والفارسي ومن تبعهما: لا يشترطون وجود المحرز؛ أعني: الابتداء، فهو عامل عندهم فِي المحل وإِن فقد لفظه.
ولأن مذهب الجزولي فيه جعل (إنَّ) مع اسمها مبتدأ، وهو بعيد.
ولَا يرد نحو: (لا رجلَ) فِي كونها فِي موضع رفع بالابتداء؛ لأنه مركب معها، فحل المجموع محل اسم واحد.
ولأَنَّ جعل (عمرو) معطوفا علَى الضّمير فِي (قائم) يحتاج إِلَى فصل دائمًا؛ إِذ لا يعطف علَى ضمير الرّفع المتصل إِلَّا كذلك كما سيأتي.
ومن رفع المعطوف فِي القرآن العظيم: {أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ}.
قال مكي: (رسوله): مبتدأ حذف خبره؛ أَي: (ورسوله بريء).
وجوز عطفه علَى موضع اسم اللَّه، أَو علَى الضّمير فِي (بريء).
وقرأ عيسَى بالنّصب علَى اللّفظ.
وقال الشّاعرُ:
..................... ... فإِن لنَا الأمَّ النّجِيبَةَ وَالأَبُ (¬١)
---------------
(¬١) عجز بيت من الطويل، وصدره: فَمَنْ يَكُ لَمْ يُنْجِبْ أَبُوهُ وَأُمُّهُ
التخريج: البيت بِلَا نسبة في تخليص الشّواهد ص ٣٧٠، والدّرر ٦/ ١٧٩، وشرح التّصريح ١/ ٢٢٧، والمقاصد النّحوية ٢/ ٢٦٥، وهمع الهوامع ٢/ ١٤٤.
اللغة: أنجب الرّجل: ولد النّجباء، والنّجيب: الكريم الحسب.
المعنى: يفخر الشّاعر بقومه أنهم كرماء، في حين أن قوم غيره غيرُ نجباء.
الإِعراب: فمَن: الفاء بحسب ما قبلها، مَن: اسم شرط جازم مبني في محل رفع مبتدأ. يك: فعل مضارع ناقص، وهو فعل الشّرط، مجزوم، واسمه ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو: لم: حرف جزم. ينجب: فعل مضارع مجزوم. أبوه: فاعل مرفوع بالواو لأنه من الأسماء السّتة، وهو مضاف، والهاء ضمير في محل جر بالإِضافة. وأمه: الواو حرف عطف، أمه معطوف على أبوه مرفوع، وهو مضاف. والهاء ضمير في محل جر بالإِضافة. فإِن: الفاء حرف رابط لجواب الشّرط، إِن: حرف

الصفحة 523