كتاب شرح الفارضي على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 1)

برفع (الأبُ).
ولَا يرفع المعطوف إِلَّا بعد استكمال (إنَّ) اسمها وخبرها، وإِليه أشار بقوله: (بعدَ أَن تَستكمِلا).
فظاهر المتن: أنه لا يجوز: (إنّ زيدًا وعمرٌو قائمٌ) علَى أَن (قائمٌ) خبر (إنَّ)، و (عمرٌو) معطوف قبل استكمال الخبر.
وحكَى ابن بابشاذ فِي "شرح جمل الزّجاجي" أَن هذا المثال جائز بِلَا خلاف، قال: فـ (قائمٌ): خبر (زيدًا)، و (عمرو): مبتدأ، خبره: محذوف، أَو: (قَائمٌ): خبر (عمرو)، وخبر (زيدًا) محذوف. انتهى.
فقوله: (وعمرو مبتدأ خبره محذوف) يقتضي أَن الأصل: (إن زيدًا وعمرو كذلك قائم) فالجملة معترضة بَينَ اسم (إن) وخبرها، وهذا ليس من قبيل مسألة هذا المحل.
وقوله: (قائم خبر عمرو وخبر زيد محذوف): يقتضي أَن الأصل: (إن زيدًا قائم وعمرو قائم)، وهذا يجوز كونه من قبيل المسألة؛ لأنَّ فيه رفع المعطوف بعد استكمال الخبر وإِن كَانَ هذا الخبر محذوفًا؛ لأنه حيث كَانَ فِي نية التّقدير وحذف للعلم به .. فهو كالملفوظ به.
وقول: المصنف: (بعد أَن تستكملا): يشمل ما إِذا استكملت الخبر لفظًا وتقديرًا، لا سيما يجوز حذف الخبر فِي هذا الباب للقرينة كما سبق.
وأما قولُ الشّاعِر:
..................... ... فإِنِّي وقَيَّارٌ بِها لَغَريبُ (¬١)
---------------
مشبه بالفعل. لنا: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر إِن. الأمَّ: اسم إِن منصوب. النّجيبة: نعت الأم منصوب. والأبُ: الواو حرف عطف. الأب: معطوف على محل الأم من الإِعراب مرفوع، أو مبتدأ مرفوع وخبره محذوف.
وجملة: (من يك): بحسب ما قبلها. وجملة (لم ينجب أبوه): في محل نصب خبر يك. وجملة (يك): في محل رفع خبر المبتدأ من. وجملة (فإِن لنا الأم): في محل جزم جواب الشّرط.
الشَّاهد قوله: (والأب)؛ حيث عطفه على محل اسم إِنَّ، المنصوب بعد أن جاء بالخبر، وهو (لنا).
(¬١) عجز بيت من الطويل، وصدره: فَمَنْ يَكُ أَمْسَى بِالمَدِينَةِ رَحْلُهُ

الصفحة 524