كتاب شرح الفارضي على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 1)

والأصل: (أَنَّا بغاة وأنتم بغاة) فحذف خبر (أنَّا) للدلالة.
وقيل: (فِي شقاق): خبر (أنَّا)، وجملة (وأنتم بغاة): معترضة بَينَ اسمها وخبرها.
وقيل: (بغاة) المذكور: خبر (أَنَّ)، و (أنتم): مبتدأ، وخبره محذوف، وقوله: (وأنتم): معطوف قبل استكمال الخبر. انتهَى.
ويجوز أَن يكونَ (بغاة): خبر (أَنا)، و (أنتم): مبتدأ، وخبره: محذوف، والتّقدير: (أنا وأنتم كذلك بغاة)، فتكون جملة (وأنتم كذلك) معترضة بَينَ الاسم والخبر كما سبق.
وعن سيبويه: أنه يجعل قوله: (لغريب): خبر (إن)، ويجعل (قيار): فِي نية التّأخير، والتّقدير: (فإني لغريب وقيار كذلك).
وهذا أحسن من الوجهين السّابقين؛ لأن الأول فيه اعتراض بجملة بَينَ اسم (إن) وخبرها، والثّاني فيه دخول اللّام فِي خبر المبتدأ.
ومتَى صلح الخبر لها؛ نحو: (إن زيدًا وعمرًا قائمان) .. فلا يجوز رفع عمرو
---------------
وقصة ذلك: أن قومًا من آل بدر جاؤوا الفزاريين فجزوا نواصيهم، وقالوا: مننا عليكم وَلَم نقتلكم، فغضب بنو فزارة، فقال بشر ذلك.
اللغة: بغاة: جمع باغ، وهو الظّالم لأنه بغى الظِّلم، أي: طلبه. شقاق: -بكسر الشّين- وهو العداوة وهو مصدر شاقه، إِذا خالفه وعاداه أشد العداوة، وكأن كل واحد من المتشاقين قد صار في شق وناحية غير الشّق والنّاحية الَّتي صار فيها الآخر.
المعني: إِذا جززتم نواصيهم فاجمعوها لنا، واحملوا الأسرى معهم، وإِلا فإِنا متعادون أبدًا.
الإِعراب: وإِلا: إِن: شرطية جازمة لفعلين، ولا: نافية، وفعل الشّرط محذوف، والتّقدير: إِلا تفعلوا مثلًا. فاعلموا: الفاء واقعة في جواب الشّرط، اعلموا: فعل أمر مبني على حذف النّون، وواو الجماعة فاعله، والجملة في محل جزم جواب الشّرط. أنَّا: أنَّ: حرف توكيد ونصب، ونا: اسمه. وأنتم: الواو للعطف، أنتم: مبتدأ، وخبره محذوف والتّقدير: وأنتم مثلنا. بغاة: خبر أن. ما: مصدرية ظرفية. بقينا: فعل وفاعل. فى شقاق: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر ثان لأن.
الشَّاهد: قوله: (أنَّا وأنتم بغاة)؛ حيث ورد فيه ما ظاهره أنه عطف بالرّفع قوله: (وأنتم) على محل اسم (أن) الذي هو (نا) قبل أن يأتي بخبر أن الذي هو بغاة.

الصفحة 527