كتاب شرح الفارضي على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 1)

برفع (الخالُ).
ولَا يجوز هذا فِي (ليت) و (لعل) و (كأن)؛ لأنَّ معنَى الابتداء ليس باقيًا مع هذه الثّلاثة، بخلاف (إنّ)، و (أنَّ)، و (لكنَّ) فمعنَى الابتداء باق بعد دخولها؛ إِذ لا يختلف المعنَى فِي: (زيد قائم) و (إِن زيدًا قائم).
بخلاف: (ليت زيدًا قائم)؛ فكان الخبر محققًا قبل دخول (ليت)، وصار بعد دخولها غير محقق.
و (لكنَّ) تحقيق نسبي (¬١)؛ لأنَّ الخبر محتمل للصدق والكذب.
وأَجازَ الفراء الرّفع بعد ما ذكر، بشرط: خفاء الإِعراب فِي المعطوف عليه أيضًا، ولو مع تقديم المعطوف علَى الخبر، واستشهد بقولِ الشّاعرِ:
يَا لَيْتَني وَأَنتِ يَا لَمِيسُ ... فِي بَلَدٍ لَيْسَ بِهِ أنِيسُ (¬٢)
---------------
جملة (لكن عمي الطيب)، والأول هو المراد من الاستشهاد.
الشاهد: قوله (والخال)؛ حيث عطف الخال مرفوعًا على محل اسم (لكن) بعد أن جاء بالخبر الطيب الأصل.
(¬١) سقط من (ب).
(¬٢) التخريج: الرّجز لجران العود في الكتاب (١/ ٢٦٣)، (٢/ ٣٢٢)، ومجالس ثعلب (١/ ٢٦٢)، ومعاني القرآن للفراء (٢/ ١٥)، والمقتضب (٢/ ٣١٩، ٣٤٧)، (٤/ ٤١٤)، والإِنصاف (١/ ٢٧١)، وابن يعيش (٢/ ٨٠، ١١٧)، (٧/ ٢١)، (٨/ ٥٢)، والتّذييل (٢/ ٨٢٢)، وشذور الذهب (ص ٣٢٧)، والتّصريح (١/ ٣٥٣)، والهمع (١/ ٢٢٥)، (٢/ ١٤٤)، والدّرر (١/ ١٩٢)، (٢/ ٢٠٢)، والأشموني (٢/ ١٤٧)، وديوانه (ص ٥٣)، والخزانة (٤/ ١٩٧)، والعيني (٣/ ١٠٧) وملحقات ديوان رؤبة (ص ١٧٦).
اللغة: لميس: اسم امرأة. أنيس: مؤنس، والمراد: أي إِنسان.
المعنى: أتمنى أن أكون أنا وأنت يا لميس في بلد ليس فيه أحد غيرنا.
الإِعراب: يا: حرف نداء، والمنادى محذوف. ليتني: حرف مشبه بالفعل، والنّون: للوقاية، والياء: اسمه. وأنت: الواو عاطفة. أنت: معطوف على محل اسم ليت، أو على الضّمير المستتر في الخبر. يا: أداة نداء. لميس: منادى مفرد علم مبني على الضم. في بلدة: متعلق بخبر ليت المحذوف. ليس: فعل ماض ناقص. بها: جار ومجرور متعلقان بخبر ليس المحذوف. أنيس: اسم ليس مؤخر مرفوع.
وجملة (لس بها أنيس): صفة لبلدة.
الشَّاهد: (ليتني وأنت)؛ حيث عطف أنت وهو ضمير رفع على محل اسم ليت قبل استكمال الخبر، وفي هذا، دلالة على جواز العطف على محل اسم ليت كذلك عند الفراء.

الصفحة 530