كتاب شرح الفارضي على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 1)

وخرج علَى جعل (أنتِ) مبتدأ محذوف الخبر، و (في بلد): خبر (ليت) والتّقدير: (يا ليتني وأنت معي يا لميس فِي بلدٍ كذا) فتكون الجملة اعتراضًا بَينَ اسم (ليت) وخبرها (لا) من باب العطف ونحوه كما سبق نظيره.
ولميس: اسم امرأة.
والعكبري فِي "شرح اللّمع": يجوز أيضًا الرّفع بعد ما ذكر؛ لكن بالعطف علَى الضّمير فِي الخبر؛ كـ (ليت زيدًا قائم وعمرو) فهو حينئذ فاعل.
وفيه العطف علَى الضّمير المرفوع المتصل بِلَا فاصل، وهو قليل.

تنبيه:
أَجازَ الجرمي والزّجاج: أَن النّعت والبيان والتّوكيد كالمنسوق فِي جواز الرّفع؛ نحو: (إن أبا حفص قائم الكريم)، و (إن أبا حفص قائم عمرًا)، و (إن أبا حفص قائم نفسه).
واللَّه الموفق
ص:
١٩٠ - وَخُفِّفَتْ إِنَّ فَقَلَّ الْعَمَلُ ... وَتَلْزَمُ اللَاّمُ إِذَا مَا تُهْمَلُ (¬١)
١٩١ - وَرُبَّمَا اسْتُغْنِيَ عَنْهَا إِنْ بَدَا ... مَا نَاطِقٌ أَرَادَهُ مُعْتَمِدَا (¬٢)
---------------
(¬١) وخففت: الواو عاطفة، خفف: فعل ماض مبني للمجهول، والتاء للتأنيث. إن: نائب فاعل خفف. فقل: الفاء عاطفة، قل: فعل ماض معطوف بالفاء على خفف. العمل: فاعل لقل. وتلزم: فعل مضارع. اللام: فاعل تلزم. إذا: ظرف للمستقبل من الزمان تضمن معنى الشرط. ما: زائدة. تهمل: فعل مضارع مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هي، يعود إلى إن المخففة، والجملة في محل جر بإضافة إذا إليها، وجواب الشرط محذوف، والتقدير: إذا ما تهمل إن التي خففت لزمتها اللام.
(¬٢) وربما: الواو عاطفة، رب حرف تقليل، وما كافة. استغني: فعل ماض مبني للمجهول. عنها: جار ومجرور نائب عن الفاعل لاستغني، والضمير المجرور محلًا عائد على اللام المحدث عنها بأنها تلزم عند تخفيف إن في حالة إهمالها. إنْ: شرطية. بدا: فعل ماض فعل الشرط. ما: اسم موصول فاعل بدا. ناطق: مبتدأ، وهو فاعل في المعنى، فلذا جاز أن يبتدأ به مع كونه نكرة. أراده: أراد: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو، يعود على ناطق، والهاء مفعول به، والجملة من أراد وفاعله في محل رفع خبر المبتدأ، وجملة المبتدأ وخبره لا محل لها صلة الموصول. معتمدا:

الصفحة 531