كتاب شرح الفارضي على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 1)

ش:
تخفف (إنَّ) المكسورة لثقل التّضعيف وكثرة الاستعمال فيقل عملها لبعدها عن شبه لفظ الفعل ولَا يمتنع الإعمال؛ لأنَّ الفعل يعمل بعد حدف شيء منه نحو: {وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا}.
ومن الإعمال قراءة: (وإِنْ كلًّا لمَّا لَيوفينَّهم ربُّك) بتخفيف (إنْ) ونصب كلًّا اسما لها، والخبر: (ليوفينهم)، مع القسم المقدر، و (ما) فاصلة بَينَ لام (إن) ولام القسم؛ كراهة توالي اللّامين.
وقيل: الخبر (ما)، وهي نكرة؛ أَي: لخلق.
أَو جمع، والقسم وجوابه: فِي موضع الصّفة له؛ أَي: لجمعٌ موفّرٌ عمله.
وإِذا أهملت .. لزم دخول اللّام فِي ثاني الجزأين؛ لئلا تلتبس (إنَّ) المخففة بـ (إنِ) النافية.
وقيل: تلزم اللّام وإِن عملت طردًا للّباب.
والصّحيح: لا تلزم إِلَّا إن أهملت، فتقول إِذا أهملتها: (إنْ زيدٌ لفي الدّار)؛ فـ (زيدٌ): مبتدأ، والمجرور: خبره، واللّام: فارقة.
وهل تجوز أَن تكون عاملة هنا فِي ضمير الشّأن والجملة خبرها؟
ظاهر كلامهم: الجواز.
قرئ: (وإِن كلٌّ) بالرّفع فِي الآية.
فقيل: عاملة فِي ضمير الشّأن، والجملة خبرها، و (كل): مبتدأ، وهي وخبرها: خبر (إن).
وكذا قوله تعالَى: {إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ}؛ فـ (إِنْ) مخففة، واسمها: ضمير شأن، و (كل): مبتدأ، واللّام فارقة، و (ما): زائدة، و (حافظ): مبتدأ، و (عليها): خبره، والجملة: خبر (كل)، والجملة من (كل وخبرها): خبر (إن).
ويجوز أَن يكونَ (عليها): خبر (كل)، و (حافظ): فاعل به؛ لأنَّ الجار
---------------
حال من الضمير المستتر في أراد.

الصفحة 532